فلا يقولنّ قائل: إنّ منهج الله سبحانه وتعالى يفيد الإنسان بعد الموت أو يفيد عندما تنتهي حياة الإنسان ويذهب لملاقاة ربّه وبيده كتابه: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) [الإسراء] وليست كذلك، فالمنهج الإلهيّ ليس منهجاً لِـما بعد الممات، ومن أجل الثّواب والعقاب في الآخرة فقط، هو أوّلاً من أجل إصلاح الدّنيا، وبعد ذلك في الآخرة، كما جاءت الآية في الدّنيا بعد ذلك في الآخرة لذلك عندما نجد قارون، وهو من قوم موسى عليه السَّلام قال له الله سبحانه وتعالى على لسان قومه: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) [القصص]، إذاً جاء منهج الله سبحانه لإصلاح الدّنيا، وضبط حركة الإنسان في الحياة، والمؤمن يسعد سعادتين، فتجد حياته مستقرّة وهانئة ومطمئنّة، قال سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرّعد]، لماذا الاطمئنان بذكر الله؟ لأنّ المؤمن يعلم أنّه لا يضرّ وينفع ويعطي ويمنع ويصل ويقطع ويخفض ويرفع إلّا الله عزَّ وجلّ، فإنّك تعلم تماماً عندها معنى السّعادة الحقيقية والاستقرار النّفسيّ الحقيقيّ
فِي الدُّنْيا: متعلقان بتتفكرون
وَالْآخِرَةِ: عطف على الدنيا
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ: معطوفة على يسألونك الأولى وهي مثلها
إِصْلاحٌ: مبتدأ
لَهُمْ: جار ومجرور متعلقان بإصلاح
خَيْرٌ: خبر والجملة مقول القول
وَإِنْ: الواو استئنافية إن شرطية
تُخالِطُوهُمْ: فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل والهاء مفعول به
فَإِخْوانُكُمْ: الفاء رابطة لجواب الشرط. إخوانكم خبر لمبتدأ محذوف تقديره: فهم إخوانكم والجملة في محل جزم جواب الشرط
(وإِنْ تُخالِطُوهُمْ) ابتدائية لا محل لها
وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ
يَعْلَمُ: فعل مضارع والفاعل هو يعود إلى الله وجملة يعلم خبر
الْمُفْسِدَ: مفعول به
مِنَ الْمُصْلِحِ: متعلقان بيعلم
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ): استئنافية
وَلَوْ شاءَ: الواو استئنافية لو شرطية
شاءَ اللَّهُ: فعل وفاعل ومفعول به محذوف تقديره: ولو شاء إعناتكم
لَأَعْنَتَكُمْ: اللام واقعة في جواب الشرط لو أعنتكم فعل ماض والفاعل هو يعود إلى الله والكاف مفعول به والجملة لا محل لها جواب
شرط غير جازم
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: إن واسمها وخبراها والجملة تعليلية لا محل لها.
فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ: أي في أمر الدنيا والآخرة، فتأخذوا بالأصلح لكم فيهما، والجار والمجرور متعلق بفعل: تَتَفَكَّرُونَ في الآية
السابقة، أي تتفكرون فيما يتعلق بالدارين، فتأخذون بما هو أصلح لكم.
وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى: أي عن الإشراف على اليتامى وكفالتهم وما يلقونه من الحرج في شأنهم، فإن واكلوهم أثموا، وإن عزلوا
ما لهم عن أموالهم وصنعوا لهم طعاماً وحدهم، فحرج.
واليتيم:من فقد أباه
قُلْ: إِصْلاحٌ لَهُمْ في أموالهم بتنميتها خير من ترك ذلك.
وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ: تخلطوا أموالكم بأموالهم
لَأَعْنَتَكُمْ: لضيق عليكم بتحريم المخالطة، والعنت: المشقة والإحراج
إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ: غالب على أمره.
حَكِيمٌ: في صنعه.