الآية رقم (15) - فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ

﴿فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ﴾: أي: قولهم: ﴿يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾، فلم يقولوها مرّة واحدة سرقة عواطف مثلاً، إنّما كانت ديدنهم، وأخذوها تسبيحاً: ﴿يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾، ﴿يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾، فلا شيءَ يشفي صدورهم إلّا هذه الكلمة يُردِّدونها، كما يجلس المذنب يُعزِّي نفسه نادماً يقول: أنا مُخطئ، أنا مخطئ…

﴿حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا﴾: الحصيد: أي: المحصود وهو الزّرْع بعد جمعه.

﴿خَامِدِينَ﴾: الخمود من أوصاف النّار بعد أنْ كانت مُتأجِّجة مشتعلة ملتهبة صارت خامدة، ثمّ تصير تراباً وتذهب حرارتها، كأنّ الحقّ سبحانه وتعالى يشير إلى حرارتهم في عداء الرّسول عليه السّلام، وجَدَلهم وعنادهم معه عليه السّلام، وقد خمدتْ هذه النّار وصارتْ تراباً.     

«فَما زالَتْ» الفاء عاطفة وماض ناقص

«تِلْكَ» اسم إشارة في محل رفع اسمها

«دَعْواهُمْ» خبرها والهاء مضاف إليه والميم للجمع والجملة معطوفة

«حَتَّى» حرف غاية وجر

«جَعَلْناهُمْ» ماض وفاعله ومفعول به أول

«حَصِيداً» مفعول به ثان

«خامِدِينَ» صفة لحصيدا

{خَامِدِينَ} قد ماتوا فسكَنُوا وخَمَدوا.