﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا﴾: الآيات: المعجزات الّتي تُثبت صِدْق الرّسول.
﴿مُبْصِرَةً﴾: الآيات تكون مُبْصَرة بصيغة اسم المفعول، لكن كيف تكون هي المبصِرة بصيغة اسم الفاعل، وهذه المسألة عرفناها أخيراً، فكانوا منذ القدم عند اليونان والحضارات القديمة يظنّون أنّ رؤية العين للأشياء تحدث من شعاع يخرج من العين إلى الشّيء المرئيّ، إلى أن جاء العالِـم المسلم الحسن بن الهيثم ليثبت خطأ هذه النّظريّة ويقول بعكسها، فالرّؤية تتمّ بخروج شعاع من الشّيء المرئيّ إلى العين، بدليل أنّنا لا نرى الشّيء إنْ كان في الظّلام، وأنت في النّور، فإنْ كان الشّيء في النّور وأنت في الظّلام تراه، فكأنّ الآيات نفسها هي المبصِرة؛ لأنّها هي الّتي تُرسِل الأشعّة الّتي تُسبّب الرّؤية، أو: أنّ الآيات من الوضوح كأنّها تُلِحّ على النّاس أنْ يروْا وأنْ يتأمّلوا، فهي ليبصرُوا الحقائق.