وكأنّ الحقّ تعالى يريد أنْ يعطينا خريطة تفصيليّة للمكان، فهناك مَنْ قال: من جانب الطّور، والجانب الأيمن من الطّور، وهنا: ﴿مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ﴾، ومضمون النّداء: ﴿أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾، سمع موسى عليه السلام هذا النّداء يأتيه من كلّ نواحيه، وينساب في كلّ اتّجاه؛ لأنّ الله تعالى لا تحيّزه جهة، لذلك لا تقُلْ: من أين يأتي الصّوت؟ وليس له إِلْفٌ بأن يخاطبه الرّبّ تعالى، ومع النّداء يرى النّار تشتعل في فرع من الشّجرة، النّار تزداد اشتعالاً، والشّجرة تزداد خضرة، فلا النّار تحرق الشّجرة بحرارتها، ولا الشّجرة تُطفِىء النّار برطوبتها، فهي مسألة عجيبة يحَارُ فيها الفكر، فهل يستقبل كُلَّ هذه العجائب بسهولة أم لا بُدَّ له من مراجعة؟! فحتماً استقبلها بتعجّب.
«فَلَمَّا» الفاء حرف استئناف ولما ظرفية شرطية
«أَتاها» ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة
«نُودِيَ» ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر
«مِنْ شاطِئِ» متعلقان بالفعل
«الْوادِ» مضاف إليه
«الْأَيْمَنِ» صفة الوادي
«فِي الْبُقْعَةِ» متعلقان بالفعل نودي
«الْمُبارَكَةِ» صفة البقعة. وجملة نودي جواب الشرط لا محل لها.
«مِنَ الشَّجَرَةِ» بدل من قوله من شاطئ الوادي
«أَنْ» مفسرة
«يا» حرف نداء
«مُوسى» منادى
«إِنِّي» إن واسمها
«أَنَا» ضمير فصل
«اللَّهُ» خبر إن
«رَبُّ» خبر ثان
«الْعالَمِينَ» مضاف إليه وجملة أن يا موسى مفسرة لا محل لها