﴿فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ﴾: التّوكّل أن تستضعف نفسك في شيء، وأن تقوّي نفسك بالحقّ، ولا يكون ذلك إلّا بالتّوكّل على الله الحيّ الّذي لا يموت، والتّوكّل هو عمل القلب، والجوارح لها العمل، فبالجوارح تأخذ بالأسباب، ويطمئنّ القلب بالتّوكّل على الله تعالى، والنّبيّ ﷺ قال: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ»([1]).
﴿إِنَّكَ عَلَى ٱلۡحَقِّ ٱلۡمُبِينِ﴾: كأنّ السّير على الطّريق الحقّ يقتضي التّوكّل على الله تعالى؛ لأنّ النّاصر هو الله تعالى والطّاعة هي لله تعالى، وما دمت تتوكّل على الله تعالى وأنت على حالة طاعة، فلا بدّ أن يكون نصيرك ومعينك الله عزَّ وجل، ثمّ يسلّي الحقّ تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ويعزّيه كي لا يقلق على مَن شردوا منهم فلم يؤمنوا.
([1]) سنن التّرمذيّ: أبواب صفة القيامة والرّقائق والورع، باب 60، الحديث رقم (2517).