أمرهم الله سبحانه وتعالى بأن يدخلوا الباب سجّداً ويقولوا: حطّة، فمن فعل ذلك غفر الله له، ومن أحسن زاده الله من خيره، والله سبحانه وتعالى يزيد الإنسان دائماً من الخير إن هو أعطى وأحسن، ويعاقبه إن أساء وأفسد.
وعبادة الله سبحانه وتعالى على وجه الأرض هي لمصلحة الإنسان، أي للإصلاح، وهي تشمل كلّ حركة الإنسان في الحياة، أي بأن يعود بكلّ عمل نافع وخيّر على نفسه وأسرته وأقربائه وجيرانه وحيّه ومدينته ووطنه وعلى الإنسانيّة جمعاء، وهذه هي رسالة الأديان.
ويحدّثنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات عن شعب بني إسرائيل من خلال توجيه الضّوء على تصرّفاتهم وحركاتهم وسكناتهم، وضبط كلّ ما يتعلّق بعدوانيّة هذا الشّعب الّذي سيكون هو الشّعب الإرهابيّ المجرم، والّذي يحتلّ المسجد الأقصى في قادم الأيّام ويدنّسه. وكان الله يمنّ عليهم وهم يجحدون، وبدلاً من أن يقولوا: حطّة، أي: حُطّ عنّا خطايانا، قالوا: حنطة (قمح)؛ لأنّهم لا يفكّرون إلّا بالطّعام، وبدلاً من أن يدخلوا الباب سجّداً دخلوا بعصيان وبشكل غير الّذي طُلِب منهم، وقيل: إنّهم دخلوا على ظهورهم، وهذا لم يثبت، وكلّ هذه الأحداث جرت معهم وهم في صحراء التّيه.