(فَإِن زَلَلْتُم): الزّلة هي المعصيّة، زال الشّيء خرج عن استقامته، إن زللتم بعد أن جاءت البيّنات وبيّن الله سبحانه وتعالى الآيات، وعصيتم ما أمر الله به، فإنّ الله عزيز حكيم، ولم تأت هنا فإنّ الله غفور رحيم؛ لأنّ الآية متعلّقة هنا بالمعصيّة بعد البيان، بعد أن بيّن الله سبحانه وتعالى الآيات البيّنات، والهداية للبشريّة جمعاء، قال: (فَإِن زَلَلْتُم) بعد أن أمر النّاس أن يدخلوا في السّلم كافّة، وأن يكون الإنسان في سلام مع ربّه مع نفسه مع أسرته مع مجتمعه مع وطنه مع خلق ربّه، مع كلّ ما هو محيط به، قال: (فَإِن زَلَلْتُم) أي عصيتم فإنّ الله عزيز حكيم، والعزيز: هو المستغني عن عبادة خلقه، الغالب الّذي لا يُغلب، الّذي لا يحتاج إلى غيره، فإنّ الله عزيز حكيم مستغنٍ عن عبادتكم وما تقدّمونه من عبادة يرجع إليكم ثوابه وجزاؤه.
فَإِنْ: الفاء استئنافية إن شرطية جازمة.
زَلَلْتُمْ: فعل ماض والتاء فاعل وهو في محل جزم فعل الشرط.
مِنْ بَعْدِ: متعلقان بزللتم.
ما: مصدرية.
جاءَتْكُمُ: فعل ماض والتاء للتأنيث والكاف مفعول به.
الْبَيِّناتُ: فاعل وما مع الفعل في تأويل مصدر في محل جر بالإضافة.
فَاعْلَمُوا: الفاء رابطة لجواب الشرط اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة في محل جزم جواب الشرط.
أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ: أن ولفظ الجلالة اسمها وعزيز خبرها.
حَكِيمٌ: خبر ثان وإن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا.
زَلَلْتُمْ ملتم عن الدخول في الإسلام جميعه، والزلل في الأصل: عثرة القدم، ثم استعمل في الانحراف عن الحق.
الْبَيِّناتُ: الحجج الظاهرة والأدلة التي ترشد إلى أن الإسلام الذي دعيتم إليه هو الحق.
عَزِيزٌ: غالب لا يعجزه شيء عن الانتقام منكم.
حَكِيمٌ: في صنعه، يعاقب المسيء، ويكافئ المحسن.