الآية رقم (5-6) - فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا - إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا

هذا الدّين دين يُسرٍ، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «يسّروا ولا تُعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا»([1])، والعسر المذكور في الآيتين هو عسرٌ واحدٌ؛ لأنّه مُعرّفٌ في الحالتين لذلك فهو مفردٌ، أمّا اليُسر فجاء نكرةً، فهو اثنان، ولن يغلب عُسرٌ يُسرَين، فمهما اشتدّ العُسر فالمخرج منه قريبٌ ويسيرٌ، ومهما ضاقت حلقات الضّيق وأظلمت الدّنيا، فلا بدّ من ضوء نهارٍ يبدّد الظّلام:

ضاقت فَلمّا استَحكَمَت حلقاتُها    فُـرجَــــــت وكنــتُ أظنُّــــها لا تُفـــــــرَجُ

قال عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: “لو دخل العُسر جُحراً لدخل اليُسر حتّى يُخرِجَه فيغلبه، فلا ينتظر الفقير إلّا اليُسر، ولا المبتلى إلّا العافية”.

﴿مَعَ﴾: إشعارٌ بسرعة مجيء اليُسر، كأنّه مُقارِنٌ للعُسر.

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب العلم، باب ما كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتخوّلهم بالموعظة والعلم، الحديث رقم (69).

فَإِنَّ: الفاء حرف استئناف

إنَّ: حرف مشبه بالفعل

مَعَ: ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن المقدم

الْعُسْرِ: مضاف إليه

يُسْراً: اسم إن المؤخر والجملة مستأنفة لا محل لها.

إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً: توكيد للآية السابقة.

فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً: تنكير اليسر للتعظيم والتفخيم، كأنه قال: يسراً عظيمًا.

الْعُسْرِ: الشدة والضعف والفقر ونحوها من المضايقات

يُسْراً: سهولة وتوفيقا للاهتداء والطاعة، وقد قاسى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم من كثير من الكفار، وعانى منهم الشدائد، ثم حصل له اليسر، بنصره عليهم