الآية السّابقة يوجد فيها قصرٌ بالسّفر، وفيها قصرٌ بصلاة الخوف، والّذي يريد تفاصيل القصر في صلاة السّفر على تعدّد المذاهب فهي موجودةٌ في كتب الفقه، لكن المعنى العامّ أنّ الإنسان عندما يسافر يستطيع القصر من صلاة الظّهر والعصر والعشاء، وصلاة الخوف هي أيضاً صلاة قصرٍ، فهي ركعتان مع النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالشّكل المذكور بالآية الكريمة، أن يؤدّوا ويأخذوا بالأسباب والحذر، فإذا قضيتم الصّلاة وأنتم بحالة القلق أو الخوف، فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم.
﴿فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾: ألم يكونوا يقيمون الصّلاة؟ كانت هذه صلاة القصر، هنا ذكر العامّ وهو يقصد الخاصّ، قال: صلاةً وهو يقصد صلاة القصر، فنتيجة الخوف والقلق إمّا من قطّاع طرقٍ أو مشركين أو من قتالٍ فدائماً وبكلّ الأحوال كونوا على اتّصالٍ مع الله سبحانه وتعالى بالذّكر؛ لأنّكم لا تستطيعون تأديّة الصّلاة بشكلها الكامل.
﴿قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ في أيَّة حالٍ من الأحوال، وهو أمرٌ عامٌّ لكلّ المسلمين، وإن كان هنا خاصٌّ فيما يتعلّق بصلاة القصر.
الذّكر هو ضدّ النّسيان؛ أي اذكروا الله سبحانه وتعالى في كلّ حالةٍ من حالاتكم، واجعلوا ذكره عزَّ وجلعمدةً بالنّسبة لكم.
فإذا انتهى الخوف أو السّفر، فأقيموا الصّلاة؛ لأنّ الصّلاة كتابٌ مفروضٌ موقوتٌ لزمنٍ معيّنٍ وبأزمنةٍ معيّنةٍ، فلا يمكن أن تصلّي الظّهر والعصر معاً.
﴿إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا﴾: إعلان ولاءٍ واستدامة ولاءٍ لله سبحانه وتعالى خمس مرّات في اليوم، فجرٌ وظهرٌ وعصرٌ ومغربٌ وعشاءٌ، في وقتها وبتمامها وكمالها.