﴿فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ﴾: الفاء هنا للتّعقيب، فأوَحْى الله عزَّ وجلَّ لموسى عليه السّلام أن يَسْري ببني إسرائيل وذلك قبل أن يبعثَ فرعون في المدائن حاشرين، وكأنّ الله عزَّ وجلَّ يحتاط لنبيّه موسى عليه السّلام ليخرج قبل أن يهيّج فرعونُ النّاسَ، ويجمعهم ضدّ موسى، أو يعلن على موسى وقومه حرب الأعصاب الّتي تؤثّر على خروجهم.
﴿حَاشِرِينَ﴾: من الحشر؛ أي: الجمع، لكن هذه المرّة جمع للجنود لا للسّحرة؛ لأنّهم هُزِموا في مُباراة السّحرة، فأرادوا أنْ يستخدموا سلاحاً آخر هو سلاح الجبروت، فإنْ فشلتْ الأولى فلعلّ الأخرى تفلح، لكنّ الحقّ عزَّ وجلَّ أخبر نبيّه موسى عليه السّلام بما يُدَبَّر له، وأمره بالخروج ببني إسرائيل.