الآية رقم (81) - فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا

﴿ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا ﴾: ولا يفوت الخضر عليه السلام أن ينسب الخير هنا أيضاً إلى الله جل جلاله، فيقول: أنا أُحبّ هذا العمل وأريده، إنّما الّذي يُبدّل في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى: ﴿فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا﴾، فهذا الخير من الله عز وجل، وما أنا إلّا وسيلةٌ لتحقيقه.

﴿ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً ﴾: أي طُهْراً.

﴿ وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾: لأنّهما أرادا الولد لينفعهما في الدّنيا، وليكون قُرَّة عَيْن لهما، ولـمّا كانت الدّنيا زائلة لا بقاءَ لها، وقد ثبت في علمه سبحانه وتعالى أنّ هذا الولد سيكون فتنةً لأبويْه، وسيجلب عليهما المعاصي والسّيّئات، وسيجرّهما إلى العذاب، كانت الرّحمة الكاملة في أخذه بدل أنْ يتمتّعا به في الدّنيا الفانية، ويشقيَا به في الآخرة الباقية.

«فَأَرَدْنا» الفاء استئنافية وماض وفاعله

«أَنْ» حرف ناصب

«يُبْدِلَهُما» مضارع منصوب والهاء مفعول به

«رَبُّهُما» فاعل والهاء في محل جر بالاضافة وأن وما بعدها مفعول به

«خَيْراً» مفعول به ثان

«مِنْهُ» متعلقان بخيرا

«زَكاةً» تمييز

«وَأَقْرَبَ» معطوف على خيرا

«رُحْماً» تمييز.

وَأَقْرَبَ رُحْماً أي رحمة وعطفا

فَأَتْبَعَ سَبَباً أي طريقا