الآية رقم (4) - عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

القرآن الكريم هو الصّراط المستقيم، والله سبحانه وتعالى يقول للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: (إنّك على صراطٍ مستقيمٍ)، وفق ما جاء في القرآن الكريم، وسنّة النّبيّ صلى الله عليه وسلم كلّها تمثّل هذا الصّراط المستقيم.

﴿صِرَاطٍ﴾: الصّراط: هو الطّريق.

﴿مُسْتَقِيمٍ﴾: المستقيم: هو أقصر مسافة بين نقطتين.

فأنت تريد طريقاً مستقيماً يوصلك إلى غايتك الّتي هي النّعيم في الدّنيا والآخرة، والقرآن الكريم هو الصّراط المستقيم.

ولكلمة الصّراط معنى آخر، هو الطّريق المضروب على متْن جهنّم كما بيّن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه أَحَدُّ من السّيف وأدَقُّ من الشّعر، ويتفاوت النّاس في عبورهم على الصّراط كما أخبر صلى الله عليه وسلم: «فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ نُورِهِمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَطَرْفَةِ الْعَيْنِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَالسَّحَابِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَشَدِّ الْفَرَسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُـرُّ كَشَدِّ الرَّحْلِ، حَتَّى يَمُـرَّ الَّذِي يُعْطَى نُورُهُ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ، يَجْثُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وَتُعَلَّقُ يَدٌ، وَتَخِرُّ رِجْلٌ وَتُعَلَّقُ رِجْلٌ، وَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ، فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ»([1])، وهناك من يقع في جهنّم فلا يخرج، والعياذ بالله.

والصّراط المستقيم في الحياة هو نهج القرآن الكريم، وما جاء به سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(([1] مجمع الزّوائد ومنبع الفوائد: كتاب البعث، بابٌ جامعٌ في البعث، الحديث رقم (18352).

«عَلى صِراطٍ» متعلقان بخبر ثان لإن

«مُسْتَقِيمٍ» صفة لصراط