الآية رقم (6) - سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ

جازاهم الله سبحانه وتعالى على استكبارهم وإعراضهم، فأوضح أنّ الاستغفار لن ينفعهم، لإصرارهم على النّفاق، واستمرارهم على الكفر، فسواء حدث الاستغفار لهم أم لم يحدث لا يجديهم نفعاً، ولن يغفر الله سبحانه وتعالى لهم، وما داموا على النّفاق فإنّ الله سبحانه وتعالى لا يوفّق الخارجين عن الطّاعة، المنهمكين في المعاصي، والمنافقون هم أولى النّاس بذلك، قال قتادة: نزلت هذه الآية بعد قوله سبحانه وتعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [التّوبة: من الآية 80]، ذلك لأنّها لما نزلت قال رسول الله ﷺ: «قَدْ خَيَّرَنِي رَبِّي، فَوَاللَّهِ لَأَزِيدَنَّ عَلَى السَّبْعِينَ»([1])، فأنزل الله سبحانه وتعالى: ﴿لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾.

([1]) فتح الباري لابن حجر: ج 8، باب قوله: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ [التّوبة: من الآية 80].

«سَواءٌ» خبر مقدم

«عَلَيْهِمْ» متعلقان بسواء

«أَسْتَغْفَرْتَ» الهمزة للتسوية وماض وفاعله و

«لَهُمْ» متعلقان بالفعل والمصدر المؤول من الهمزة وما بعدها في محل رفع مبتدأ مؤخر.

«أَمْ» المعادلة

«لَمْ تَسْتَغْفِرْ» مضارع مجزوم بلم فاعله مستتر

«لَهُمْ» متعلقان بالفعل والجملة معطوفة على ما قبلها. والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

«لَنْ يَغْفِرَ» مضارع منصوب بلن

«اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعله

«لَهُمْ» متعلقان بالفعل والجملة الفعلية استئنافية لا محل لها.

«إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها

«لا يَهْدِي» لا نافية ومضارع فاعله مستتر

«الْقَوْمَ» مفعول به

«الْفاسِقِينَ» صفة القوم والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.