الآية رقم (4) - ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

رسالة النّبيّ ﷺ كلّها فضل وعطاء، وخير ورحمة، جاءت لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور، ولتعطي النّاس الرّسالة الخاتمة، وقد ضمّت خيري الدّنيا والآخرة.

﴿ ذَٰلِكَ﴾: كلمة تتكوّن من اسم الإشارة (ذا)، ثمّ (اللّام) الّتي للبعد، ثمّ (الكاف) الّتي للخطاب، واسم الإشارة هنا إنّما يشير إلى ما جاء في الآيات قبل، وهو قوله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولا مِّنۡهُمۡ﴾، فاسم الإشارة (ذا) يشير إلى نبوّة رسول الله ﷺ، فنبوّته فضل تفضّل به الله سبحانه وتعالى على محمّد ﷺ أوّلاً، ثمّ على أمّته: ﴿بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ﴾، ثمّ على العالمين: ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ﴾.

﴿فَضۡلُ ٱللَّهِ﴾: الفضل هو الأمر الزّائد عن الحاجة.

﴿يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ﴾: فهذه الرّسالة الخاتمة رحمة وفضل من الله عز وجلَّ أعطاها للنّبيّ ﷺ، وهي تتّسع لأقضية الحياة كلّها إلى يوم القيامة.

﴿وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾: أي: ذو الفضل الزّائد عن حاجة أيّ إنسان، والفضل الحقيقيّ هو الّذي من عند الله عز وجلَّ، لذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى ذو الفضل العظيم؛ لأنّه غير محتاج إلى خلقه، وهكذا يتبيّن بأنّ رسالة النّبيّ ﷺ هي من الفضل العظيم من الله سبحانه وتعالى على خلقه.

«ذلِكَ فَضْلُ» مبتدأ وخبره والجملة استئنافية لا محل لها

«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه

«يُؤْتِيهِ» مضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر

«مَنْ» مفعول به ثان والجملة حال

«يَشاءُ» مضارع فاعله مستتر والجملة صلة

«وَاللَّهُ ذُو» مبتدأ وخبره

«الْفَضْلِ» مضاف إليه

«الْعَظِيمِ» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.