الآية رقم (51) - ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ

(ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ): ذلك: اسم إشارةٍ؛ أي أنّ الضّرب وقت الوفاة وعذاب الحريق بسبب ما قدّمت أيديكم، والله سبحانه وتعالى يقول: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى) [النّجم]. والإشارة إلى اليدين هي إشارةٌ إلى الأعمال وما يقدّمه الإنسان منها.

(وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ): الّذين لا يفهمون روح اللّغة العربيّة يظنّون ظلّام صيغة مبالغة على وزن (فعّال)؛ أي أنّه سبحانه وتعالى نفى أنّه كثير الظّلم ولم ينف القليل، وهذا فهمٌ خاطئٌ لمعاني اللّغة العربيّة؛ لأنّه لم يقل هنا: ظلّامٌ للعبد، إنّما قال: للعبيد، أي أنّها تشمل العدد الكبير من جرّاء ظلمهم، فجاء بكلمة: (لَيْسَ بِظَلَّامٍ)؛ لتشمل الأعداد من النّاس كلّهم الّذين كفروا وأنكروا وعتوا واستكبروا على الله سبحانه وتعالى وهو سبحانه وتعالى لا يظلم النّاس مثقال ذرّة.

ذلِكَ: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف للخطاب.

بِما: اسم موصول في محل جر بالباء. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر.

قَدَّمَتْ: فعل ماض والتاء للتأنيث.

أَيْدِيكُمْ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والميم لجمع الذكور والجملة صلة الموصول.

وَأَنَّ اللَّهَ: أن ولفظ الجلالة اسمها.

لَيْسَ: فعل ماض ناقص.

بِظَلَّامٍ: الباء حرف جر زائد.

ظلام: اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه خبر ليس.

لِلْعَبِيدِ: متعلقان بظلام. واسم ليس ضمير مستتر والجملة في محل رفع خبر أن، وجملة أن.. معطوفة.

ذلِكَ: التعذيب

بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ: عبر بالأيدي دون غيرها لأن أكثر الأفعال تزاول بها

لَيْسَ بِظَلَّامٍ: أي بذي ظلم، فلا يعذب العبيد بغير ذنب.