الآية رقم (6) - ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾: أي: أنّ ما حدث في خَلْق الإنسان تكويناً، وما حدث في إنبات الزّرع تكويناً ونماءً، يردُّ هذا كلّه إلى أنّ الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الْحَقُّ﴾، فلماذا أتى بالحقّ ولم يقُلْ: الخالق؟ قال العلماء: لأنّ الخالق قد يخلق شيئاً ثمّ يتخلّى عنه، أمّا الله سبحانه وتعالى فهو الخالق الحقّ، ومعنى الحقّ؛ أي: الثّابت الّذي لا يتغيّر، كذلك عطاؤه لا يتغيّر، وهو عطاء دائم لا ينفد، وإذا نظرنا إلى الوجود كلّه لوجدناه دورة مكرّرة، فالله عزَّ وجلّ قد خلق الأرض وقدَّر فيها أقواتها، فمثلاً كمّيّة الماء الّتي خلقها سبحانه وتعالى في الكون ثابتة لم تَزِدْ ولم تنقص، وكلّ ما في الوجود له دورة يدور فيها، وهذا معنى: ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا﴾[فصّلت: من الآية 10].

﴿وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى﴾: كما قُلْنا في الآية السّابقة: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً[الحجّ: من الآية 5]؛ أي: ساكنة لا حياةَ فيها، والله سبحانه وتعالى وحده القادر على إحيائها؛ لذلك نجد علماء الفقه يُسمُّون الأرض الّتي نصلحها للزّراعة (إحياء الموات) فالله سبحانه وتعالى هو القادر وحده على إحياء كلّ ميت؛ لذلك يقول بعدها:

﴿وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾: وما دام الأمر كذلك، وما دُمْتم تشاهدون آية إحياء الموات في الأرض الميّتة، فلا تنكروا البعث وإعادتكم بعد الموت.

«ذلِكَ» اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب

«بِأَنَّ اللَّهَ» أن ولفظ الجلالة اسمها وجملتها المؤولة بالمصدر في محل جر متعلقان بمحذوف تقديره شاهد

«هُوَ» مبتدأ

«الْحَقُّ» خبر والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن

«وَأَنَّهُ» الواو عاطفة وأن واسمها والجملة معطوفة

«يُحْيِ» مضارع مرفوع والفاعل مستتر

«الْمَوْتى» مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر والجملة خبر أن

«وَأَنَّهُ» إعرابها كسابقتها والجملة معطوفة مثلها على ما سبق

«عَلى كُلِّ» متعلقان بقدير

«شَيْءٍ» مضاف إليه

«قَدِيرٌ» خبر أن المرفوع