الآية رقم (2) - ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ

﴿فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾: وهل القرآن الكريم هدى للمتّقين، أم لجميع النّاس؟ للجواب على هذا السّؤال، وبناء على القاعدة الّتي قلنا فيها: إنّ القرآن الكريم يفسّر بعضه بعضاً ننتقل إلى آية أخرى من سورة (البقرة)، وهي قوله تبارك وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾]البقرة: من الآية 185[، وهذا يعني أنّ القرآن الكريم هدى للنّاس جميعاً، وليس فقط للمتّقين، فلا يمكن بتر الآيات عن مواضعها.

وأولئك الّذين يحتجّون بكتاب الله ظلماً وزوراً وعدواناً لا يعرفون شيئاً من التّفسير. فالقرآن الكريم هدى للنّاس جميعاً وخصوصاً للمتّقين، ويجب في البداية أن نعرف ما هي الهداية؟ ومن هم المتّقون؟

ذلِكَ: ذا: اسم إشارة مبني في موضع رفع، وهو إما مبتدأ والْكِتابُ خبره، وإما خبر مبتدأ مقدر، وتقديره: هو ذلك الكتاب.

الْكِتابُ: بدل من ذلك أو عطف بيان.

لا: نافية للجنس.

ريْبَ: اسمها المنصوب.

فِيهِ: متعلق بمحذوف خبر تقديره: كائن.

هُدىً: إما مرفوع على أنه خبر مبتدأ مقدر، وتقديره: هو هدى، أو منصوب على أنه حال من «ذا» أو من الْكِتابُ أو من الضمير في فِيهِ.

لِلْمُتَّقِينَ: جارّ ومجرور متعلِّقان بـ”هدي” أو بصفة محذوفة من “هدي” وعلامة جرّ الاسم المجرور الياء؛ لأنَّه جمع مذكر سالم.

ذلِكَ الْكِتابُ: الإشارة بالبعيد عن القريب للتنبيه على علو شأنه.

الْكِتابُ القرآن العظيم. ذلِكَ الْكِتابُ

قال عامة المفسرين: تأويل قول الله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ: هذا الكتاب لا رَيْبَ فِيهِ لا شك في أنه من عند الله هُدىً هداية ورشاد

لِلْمُتَّقِينَ الذين وقوا أنفسهم مما يضرها، فالتزموا الأوامر الإلهية وتجنبوا النواهي والمحظورات.