﴿خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾: أي: مُتعجِّلاً، كأنّ في طينته عجلة، والعجلة أن تريد الشّيء قبل نُضْجه، وقبل أوانه، وقد يتعجَّل الإنسان الخير، وهذا أمر جائز، أمّا أنْ يتعجّل الشّرّ فهذا هو الحمق بعينه والغباء، ألم يقولوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾[الأنبياء]، ألم يقولوا: ﴿وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾[الأنفال: من الآية 32]، فتعجَّل هؤلاء العذاب؛ لأنّهم غير مؤمنين به، لا يُصدِّقون أنّ شيئاً من هذا سيحدث؛ لذلك يردُّ عليهم:
﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾: وخاطب نبيّه عليه السّلام بقوله: ﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾[غافر: من الآية 77]؛ أي: سنريك فيهم آياتنا، وسترى ما وعدناهم من العذاب، فإذا قبضناك إلينا فسترى ما ينزل بهم في الآخرة.