الآية رقم (3) - حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

– ﴿وَالدَّمُ﴾: والدّم الّذي يسير في الشّرايين والأوردة، وفي الجسم دمٌ صالحٌ ودمٌ فاسدٌ، فالدّم الّذي يخرج من الرّئة والكلى هو دمٌ فاسدٌ يحمل الفضلات منهما ويختلط بالدّم الصّالح، فلا يجوز أكل الدّم المسفوح. وقد ورد عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: «أُحلّت لكم ميتتان ودمان، فأمّا الميتتان فالحوت والجراد وأمّا الدّمان فالكبد والطّحال»([1]) فالله سبحانه وتعالى أحلَّ لنا ميتتان وهما السّمك والجراد لعدم وجود دمٍ فيهما، وأحلّ لنا دمان الكبد والطّحال؛ لأنّهما كتلةٌ واحدةٌ ولا يوجد فيهما دمٌ فاسدٌ، فالأمر ليس اعتباطيّاً.

– ﴿وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ﴾: كثيرٌ من النّاس لا يعلمون العلّة من تحريم لحم الخنزير، وقد ثبت مؤخّراً أنّه يحمل الدّيدان الشّريطيّة وفيه أمراضٌ كثيرةٌ تنتقل إلى الإنسان عند أكله، لكنّنا لا نأكل لحم الخنزير لهذه العلّة؛ وإنّما لأنّ الله تبارك وتعالى قد نهانا، إذاً نحن لا نأكل لحم الخنزير ولا الميتة ولا الدّم من أجل العلّة من مرضٍ أو ديدانٍ.. كلا، بل امتثالاً وتعبّداً لأمر الله سبحانه وتعالى.

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ: حرمت فعل ماض مبني للمجهول تعلق به الجار والمجرور والميتة نائب فاعله

وَالدَّمُ: عطف على الميتة

وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ: عطف كذلك

وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ: ما اسم موصول معطوف والواو عاطفة وجملة أهل صلة الموصول. لغير، وبه: كلاهما متعلقان بأهل والله لفظ الجلالة مضاف إليه

وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ: عطف

وَما أَكَلَ السَّبُعُ: ما اسم موصول والجملة صلة والواو عاطفة.

إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ: ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب على الاستثناء بإلا

جملة «ذَكَّيْتُمْ» صلة الموصول

«وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ» الجملة معطوفة على ما قبلها

وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ: المصدر المؤول من أن والفعل بعدها معطوف على الميتة أي: وحرم عليكم الاستقسام.

ذلِكُمْ فِسْقٌ: اسم إشارة مبتدأ وفسق خبره والجملة مستأنفة

الْيَوْمَ: ظرف زمان متعلق بالفعل يئس

يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ: اسم الموصول فاعل والجملة بعده صلة الموصول والجار والمجرور متعلقان بكفروا

جملة «يَئِسَ» مستأنفة

فَلا تَخْشَوْهُمْ: فعل مضارع مجزوم بحذف النون وفاعله والهاء مفعوله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم لأنها بعد فاء الفصيحة.

وَاخْشَوْنِ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والنون للوقاية والمفعول به محذوف أي: واخشوني والجملة معطوفة على ما قبلها.

الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ: ظرف الزمان اليوم متعلق بالفعل بعده ولكم متعلقان بهذا الفعل أيضا والتاء فاعل ودينكم مفعول به والجملة مستأنفة.

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي: الجملة معطوفة

وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً: والجملة معطوفة دينا حال أو مفعول به ثان إذا كانت رضيت بمعنى جعلت

فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ: اسم الشرط من مبتدأ اضطر فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر في محل جزم. في مخمصة: متعلقان باضطر

جملة «فَمَنِ اضْطُرَّ..» استئنافية

غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ: غير حال والجار والمجرور متعلقان بمتجانف.

فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ: الجملة في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من.

حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ: أي أكلها

وَالدَّمُ: أي المسفوح

وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ: بأن ذبح على اسم غيره

وَالْمُنْخَنِقَةُ: الميتة خنقًا

وَالْمَوْقُوذَةُ: المقتولة ضرباً

وَالْمُتَرَدِّيَةُ: الساقطة من علو إلى أسفل فماتت

وَالنَّطِيحَةُ: المقتولة بنطح أخرى لها

إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ: أي أدركتم فيه الروح من هذه الأشياء فذبحتموه

وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ: أي على اسم النصب وهي الأصنام

وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا: تطلبوا القسم والحكم بالأزلام

بالأزلام: جمع زلم (بفتح الزاي وضمها مع فتح اللام): قدح (بكسر القاف) صغير لا ريش فيه ولا نصل، وكانت سبعة عند سادن الكعبة، عليها أعلام، وكانوا يحكمونها، فإن أمرتهم ائتمروا وإن نهتهم انتهوا

ذلِكُمْ فِسْقٌ: خروج عن الطاعة.

الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ: أن ترتدوا عنه بعد طمعهم في ذلك لما رأوا من قوته

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ: أحكامه وفرائضه، فلم ينزل بعدها حلال ولا حرام

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي: بإكماله، وقيل: بدخول مكة آمنين

وَرَضِيتُ: اخترت فِي مَخْمَصَةٍ مجاعة فاضطر إلى أكل شيء مما حرم عليه، فأكله

غَيْرَ مُتَجانِفٍ: مائل

لِإِثْمٍ: معصية

فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ: له ما أكل

رَحِيمٌ: به في إباحته له، بخلاف المائل لإثم، أي الملتبس كقاطع الطريق والباغي مثلا فلا يحل له الأكل.