يتحدّث المولى سبحانه وتعالى هنا عن المحرّمات الّتي حرّمها علينا من هذه الأطعمة، وكما قلنا سابقاً: إنّ الحلال بالنّسبة للإنسان هو الكثير، والمحرّم هو جزءٌ يسيرٌ ممّا أحلّ الله سبحانه وتعالى للإنسان، والأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نصٌّ قطعيٌّ في التّحريم، وهذا نصٌّ قطعيٌّ في تحريم عدّة أمور:
– ﴿الْمَيْتَةُ﴾: وهي التي فارقت الحياة من دون نقض البنية، لمرضٍ أو بسببٍ من الأسباب المخفيّة علينا، فحرّم الله سبحانه وتعالى أكلها حرصاً على صحّة الإنسان؛ لأنّ الدّاء المخفيّ فيها غير معلومٍ بالنّسبة للإنسان، ونبيّن هنا أنّ الحكمة والعلّة من التّحريم جاءت من الخالق عزَّ وجلّ وهو أعلم بما يُناسب الإنسان، فإن علمنا العلّة والحكمة فنعمّا هي، وإن لم نعلم فنحن نمتثل أمر الله سبحانه وتعالى، هنا الحكمة واضحةٌ من تحريم الميتة؛ وذلك حتّى لا نأكلها بدائها.