الآية رقم (90) - حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا

﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ﴾: هي دائماً طالعة؛ لأنّها لا تطلع من مكانٍ واحدٍ، بل كلّ واحدٍ له مطلع، وكلّ واحدٍ له مغْرب.

﴿وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا﴾: وهذا اكتشافٌ اكتشف بعد فترةٍ طويلةٍ من الزّمن علميّاً، فالنّاس لم يكونوا يعرفون بأنّ هناك أماكن لا تغرب عنها الشّمس أكثر من ثلاثة أشهر.

السِّتْر: هو الحاجز بين شيئين، وهؤلاء القوم على ما يبدو كانوا بدائيّين، مرّ عليهم ذو القرنين، ولم يذكر لنا القرآن الكريم عن هؤلاء القوم شيئاً وماذا فعل ذو القرنين معهم، وإنْ قِسْنا الأمر على القوم السّابقين الّذين قابلهم عند مغرب الشّمس نقول: ربّما حضَّرهم ووفَّر لهم أسباب الرُّقي.

وبعض المفسّرين يروْنَ أنّ ذا القرنين ذهب إلى موضعٍ يومُه ثلاثة أشهر، أو نهاره ستّة أشهر، فصادف وصوله وجود الشّمس فلم يَرَ لها غروباً في هذا المكان طيلة وجوده به، ولم يَرَ لها سِتْراً يسترها عنهم، ويبدو أنّه ذهب إلى أقصى الشّمال.

فبيّن القرآن الكريم بشكلٍ غير مباشرٍ أنّ هناك منطقةً في الأرض تبقى الشّمس فيها طالعةً، وهذا من الإعجاز ، فكشف الغيب المستور الّذي لم يكن يعرفه النّاس.

«حَتَّى» حرف غاية وجر

«إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمن يتضمن معنى الشرط

«بَلَغَ» ماض وفاعله والجملة مضاف إليه

«مَطْلِعَ» مفعول به

«الشَّمْسِ» مضاف إليه والجملة في محل جر بالإضافة

«وَجَدَها» ماض فاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم

«تَطْلُعُ» مضارع فاعله مستتر والجملة مفعول به ثان

«عَلى قَوْمٍ» متعلقان بتطلع

«لَمْ نَجْعَلْ» لم جازمة ومضارع مجزوم والفاعل مستتر والجملة صفة لقوم

«لَهُمْ» متعلقان بنجعل

«مِنْ دُونِها» متعلقان بمحذوف حال والهاء مضاف إليه

«سِتْراً» مفعول به