الآية رقم (95) - ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ

عندما لم يتضرّعوا ولم يتذكّروا بعد البأساء والضّرّاء بدّل الله سبحانه وتعالى ما أصابهم من سوءٍ بعطاءٍ ﴿حَتَّىٰ عَفَوا﴾: أي كثرت أموالهم وأولادهم.

﴿وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ﴾: إذاً فتح الله سبحانه وتعالى عليهم وأعطاهم بعد أن أنذرهم أوّلاً بالبأساء والضّرّاء حتّى يتضرّعوا، وعندما لم يتضرّعوا فتح عليهم، لذلك يقول سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ﴾ [يونس: من الآية 24]، فعندما يكون الإنسان في ضرّاءٍ أو في بأساءٍ ويلجأ إلى الله سبحانه وتعالى يذهب عنه ما أصابه، ولكن إذا لم يلجأ إلى الله U فإنّه يُذهب البأساء والضّرّاء، ويمدّهم في طغيانهم يعمهون حتّى يأخذهم بغتةً وهم لا يشعرون.

﴿فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾: بعد أن بدّل السيّئة الحسنة، فإيّاك أيّها الإنسان أن تغترّ بالمال أو الجاه أو المنصب أو الصّحّة أو بأيّ شأنٍ من شؤون الدّنيا، فأنت في عالم أغيار، والله سبحانه وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد.

ثُمَّ: حرف عطف.

بَدَّلْنا: فعل ماض مبني على السكون و (نا) فاعله.

مَكانَ: مفعوله الأول

السَّيِّئَةِ: مضاف إليه.

الْحَسَنَةَ: مفعوله الثاني.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

عَفَوْا: فعل ماض مبني على الضم المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والواو فاعل. والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى والفعل في محل جر بحتى، والجار والمجرور متعلقان بالفعل بدلنا، وجملة بدلنا معطوفة.

وَقالُوا: معطوف على عفوا.

قَدْ: حرف تحقيق.

مَسَّ آباءَنَا: فعل ماض ومفعول به

الضَّرَّاءُ: فاعل

وَالسَّرَّاءُ: عطف والجملة مقول القول.

فَأَخَذْناهُمْ: فعل ماض وفاعله ومفعوله والفعل معطوف على عفوا. «بَغْتَةً» حال أو نائب مفعول مطلق.

وَهُمْ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ.

جملة «لا يَشْعُرُونَ» في محل رفع خبر وجملة وهم لا يشعرون في محل نصب حال.

ثُمَّ بَدَّلْنا: أعطيناهم

مَكانَ السَّيِّئَةِ: العذاب

الْحَسَنَةَ: الغنى والصحة

حَتَّى عَفَوْا: كثروا ونموا، من قولهم: عفا النبات والشعر: إذا كثر

وَقالُوا: كفرًا للنعمة

قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ: كما مسنا، وهذه عادة الدهر، وليست بعقوبة من الله، فكونوا على ما أنتم عليه

فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً: أخذناهم بالعذاب فجأة

وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ: بوقت مجيئه قبله.