الآية رقم (16) - ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ

ولم يقُلْ: (لتبعثون) كما قال: ﴿لَمَيِّتُونَ﴾، فكيف يؤكّد ما فيه تصديق وتسليم، ولا يؤكّد ما فيه إنكار؟ قال العلماء: نعم؛ لأنّ المتكلّم هو الله تعالى، الّذي يرى غفلتنا عن الموت مع وضوحه، فلمّا غفلنا عنه كنّا كالمكذِّبين به المنكرين له، لذلك أكّد عليه، ويقال: “ما رأيت يقيناً أشبه بالشّكّ من يقين النّاس بالموت”، فالكلّ يعلم الموت ويعاينه، لكن يبعده عن نفسه، ولا يتصوّره في حقّه، أمّا البعث فأدلّته واضحة لا يصحّ لأحد أنْ ينكرها؛ لذلك جاءت دون توكيد: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ﴾، فانظر إلى الحقّ تعالى كيف بصُر بعقليّات خَلْقه وبنفوسهم ومَلَكَاتهم.

«ثُمَّ» عاطفة

«إِنَّكُمْ» إن واسمها والجملة معطوفة

«يَوْمَ» ظرف زمان متعلق بتبعثون

«الْقِيامَةِ» مضاف اليه

«تُبْعَثُونَ» مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر إن