من صفات الفاسق: أنّه ينقض عهد الله من بعد ميثاقه، ومن ينقض عهد الله ينقض عهود البشر ولا يُبالي.
وعهد الله: هو فطرة الإيمان والالتزام بالإسلام، وفطرة الإيمان موجودة في الإنسان منذ العهد الأوّل في عالم الذّرّ، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: من الآية 172]، وهذا العهد أَخْذٌ بالفطرة، وفطرة الإنسان إيمانيّة، ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الرّوم: من الآية 30]، والفاسق ينقض هذا العهد، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من صلة الرّحم، وهي قضيّة هامّة جدّاً، تتعلّق بالتّكافل الاجتماعيّ وبناء المجتمعات. وكلّ الأوامر والتّكاليف الّتي وردت في كتاب الله سبحانه وتعالى هي توجيه من خالق البشر لمصلحة البشر في حياتهم الدّنيا ومعادهم. وأوّل صلة الأرحام هي حسن العلاقة مع الوالدين والبرّ بهما، قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: من الآية 23]، فصلة الأرحام تشكّل الحاضن