الآية رقم (34) - الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا

سيأتي مَن يقول: أرأيتم الفارق والتّمييز ضدّ المرأة؟! لكنّنا سنفسّر هذه الآيات بالعقل والمنطق والدّليل والبرهان، وبفعل النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فإن كان أحدٌ بعد ذلك مصرّاً على عدم الاقتناع فهذا أمرٌ آخرُ، أمّا بالحجّة والإقناع فنحن على استعدادٍ لذلك.

﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء﴾: هذا تفضيلٌ للرّجال أم تفضيلٌ للنّساء؟ إذا لم تكن ملمّاً باللّغة العربيّة فلا تتصدّى للقرآن الكريم، وتهاجم أحكاماً شرعيّةً لعلّةِ عدم معرفتك.

قوّام: صيغة مبالغة من قائم، قائمٌ على خدمتك، إذاً من هو الأفضل المرأة أم الرّجل؟ هذه الآية مَنْ تفضّل؟ إنّها تفضّل النّساء على الرّجال؛ لأنّ الرّجل مكلّفٌ بأن يكون قائماً على خدمة زوجته وعلى أمورها، وقائماً على إنفاق أمواله عليها، وأن يؤمّن كلّ احتياجاتها. وفي اللّغةِ العربيّةِ القائم: هو المتعَب، والجالس هو المرتاح، فكيف تقول: بأنّ الإسلام أهان المرأة ولم يعطها حقوقها؟ على العكس تماماً.

الرِّجالُ: مبتدأ

قَوَّامُونَ: خبر مرفوع بالواو

عَلَى النِّساءِ: متعلقان بقوامون

بِما فَضَّلَ: الجار والمجرور متعلقان بقوامون وفضل فعل ماض

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله

بَعْضَهُمْ: مفعوله

عَلى بَعْضٍ: متعلقان بفضل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بحرف الجر أي: بتفضيل، والجار والمجرور متعلقان بقوامون

وَبِما أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوالِهِمْ: الجملة معطوفة على ما قبلها وهي مثلها في إعرابها

فَالصَّالِحاتُ: الفاء استئنافية الصالحات مبتدأ

قانِتاتٌ: خبر أول

حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ: خبر ثان تعلق به الجار والمجرور بعده

بِما حَفِظَ اللَّهُ: فعل ماض وفاعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالباء أي: بحفظ الله لهن

وَاللَّاتِي: الواو استئنافية اللاتي اسم موصول مبتدأ

تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة صلة

فَعِظُوهُنَّ: الفاء واقعة في جواب اسم الموصول لما فيه من شبه الشرط عظوهن فعل أمر وفاعله ومفعوله والجملة خبر اللاتي

وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ: عطف

فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ: فعل ماض ونون النسوة فاعله والكاف مفعوله وهو في محل جزم فعل الشرط

فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا: فعل مضارع مجزوم وفاعله ومفعوله والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة في محل جزم جواب الشرط.

إِنَّ اللَّهَ: إن واسمها

كانَ عَلِيًّا كَبِيراً: كان وخبراها واسمها ضمير مستتر.

قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ: يقومون بأمرهن ويحافظون عليهن ويتسلطون عليهن بحق، ويؤدبونهن ويأخذون على أيديهن، أي أن القوامة تعني الرئاسة وتسيير شؤون الأسرة والمنزل، وليس من لوازمها التسلط بالباطل.

بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ: أي بتفضيله لهم عليهن بالعلم والعقل والولاية وغير ذلك.

قانِتاتٌ: مطيعات للأزواج

حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ: أي يحفظن ما يغيب ويستتر من أمور الزوجية، فيحفظن فروجهن، وما يقال في الخلوة بالمرأة.

تَخافُونَ: تظنون

نُشُوزَهُنَّ: عصيانهن لكم وترفعهن على الزوج، بظهور أمارة أو قرينة.

وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ: اعتزلوا إلى فراش آخر إن أظهرن النشوز.

وَاضْرِبُوهُنَّ: ضربًا غير مبرّح إن لم يرجعن بالهجران

فَلا تَبْغُوا: تطلبوا

عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا: طريقاً إلى ضربهن ظلمًا

إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبِيراً: فاحذروه أن يعاقبكم إن ظلمتموهن.