الآية رقم (19) - اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ

﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾: أي: فعلوا ذلك ونافقوا؛ لأنّ الشّيطان ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ﴾.

﴿اسْتَحْوَذَ﴾: استولى؛ فقد استولى على خواطرهم وأفكارهم كلّها.

﴿فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ﴾: فهذه مهمّته الّتي أقسم عليها، ﴿قٰالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاّٰ عِبٰادَكَ مِنْهُمُ اَلْمُخْلَصِينَ﴾[ص]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[الأعراف: من الآية 16]، يعني: أقعد لهم في طريق الطّاعة لأفسدها عليهم، لذلك فالشّيطان لا يذهب إلى الخمّارات وأماكن اللّهو، إنّما يذهب إلى المساجد ليفسد على أهل الطّاعة طاعتهم، فإذا ما أتى الإنسان في الصّلاة وسوسة شيطان ما عليه إلّا أن يقول كما علّمه الله عز وجلَّ: ﴿وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾[الأعراف: من الآية 200].

﴿أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ﴾: أي: المنافقون.

﴿أَلا﴾: تأتي للتّنبيه، يعني: انتبه إلى هذا الحكم.

﴿إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾: كلمة (حزب) من قولنا: حزبه الأمر؛ يعني: شغله وهمّه ولا يقدر أن يدفعه عن نفسه، فالحزب كلمة تُطلق على كلّ جماعة تمالؤوا على رأي واحد واجتمعوا عليه، ويخدمون هذا الرّأي ويدعون إليه؛ لذلك سمّى الله سبحانه وتعالى المؤمنين: ﴿حِزْبَ الشَّيْطَانِ﴾، وسمّى الكافرين والمنافقين: ﴿حِزْبَ الشَّيْطَانِ﴾.

«اسْتَحْوَذَ» ماض

«عَلَيْهِمُ» متعلقان بالفعل

«الشَّيْطانُ» فاعله والجملة استئنافية لا محل لها

«فَأَنْساهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر

«ذِكْرَ» مفعوله الثاني

«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة معطوفة على ما قبلها،

«أُولئِكَ حِزْبُ» مبتدأ وخبره

«الشَّيْطانُ» مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها.

«أَلا» حرف تنبيه واستفتاح

«إِنَّ حِزْبَ» إن واسمها

«الشَّيْطانُ» مضاف إليه

«هُمُ» ضمير فصل

«الْخاسِرُونَ» خبر إن والجملة استئنافية لا محل لها.

{اسْتَحْوَذَ} … غَلَبَ، وَاسْتَوْلَى