الآية رقم (140) - إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

﴿وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ﴾: ألا يعلم الله عز وجل؟ في تفسير القرآن الكريم إذا أخذت بحرفيّة الكلام فستخطئ بشكل كبير، وقد تعتقد أنّ الله يعمل مداولة بين النّاس وتأتيهم الابتلاءات حتّى يعلم من منكم مؤمن؟ طبعاً لا، هو يعلم بعلمه الأزليّ الكاشف كلّ شيء، مثال، ولله المثل الأعلى، الأمثلة ليست للتّشبيه وإنّما للتّقريب، نقول الأستاذ الّذي يدرّس كلّ السّنة وعنده طلّاب هل هو بحاجة للامتحان حتّى يعرف من سينجح من طلّابه ومن سيرسب؟ لا، هو يعرف كلّ واحد منهم من خلال أيّام السّنة الدّراسيّة، ومن خلال خبرته، ولكنّه يقيم الامتحان حجّة على الطلّاب، فهذا ينجح وهذا يفشل، فالله سبحانه وتعالى لا يحاسبك على علمه الكاشف الأزليّ، بل يحاسبك على عملك في امتحانك، وامتحانك هنا ساحته الحياة.

إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ: إن الشرطية والفعل المضارع فعل الشرط وقرح فاعله والجملة مستأنفة

فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ: قد للتحقيق مس القوم فعل ماض ومفعوله وفاعله مؤخر والجملة معطوفة بالفاء

مِثْلُهُ: صفة قرح وجواب الشرط محذوف تقديره: فلا تيأسوا

وَتِلْكَ: الواو استئنافية تلك اسم إشارة مبتدأ

الْأَيَّامُ: بدل

نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ: فعل مضارع ومفعوله والفاعل مستتر بين ظرف تعلق بالفعل الناس مضاف إليه والجملة خبر المبتدأ وجملة تلك الأيام استئنافية

وَلِيَعْلَمَ: الواو عاطفة اللام لام التعليل يعلم مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل

الَّذِينَ: اسم موصول مفعول به

جملة «آمَنُوا» صلة الموصول.

وَيَتَّخِذَ: عطف على ليعلم

مِنْكُمْ: متعلقان بيتخذ

شُهَداءَ: مفعول به

وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ: الله لفظ الجلالة مبتدأ

جملة لا يحب الظالمين خبره

جملة: والله لا يحب مستأنفة أو تعليلية أو اعتراضية.

قَرْحٌ: جهد من جرح بسلاح ونحوه.

الْأَيَّامُ: المراد هنا أزمنة الفوز والظّفر، واحدها يوم: وهو الزمن المعروف من الليل والنهار.

نُداوِلُها: نصرّفها بين النّاس، يومًا لهؤلاء ويوما لآخرين، ليتّعظوا، كما وقع في يومي بدر وأحد.

وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ: أي ليظهر الله علمه.

الَّذِينَ آمَنُوا: أخلصوا في إيمانهم من غيرهم.

شُهَداءَ: واحدهم شهيد: وهو قتيل المعركة.

وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ: أي يعاقب الكافرين، وأما ما ينعم به عليهم فهو استدراج.