الآية رقم (139) - وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

لا تهنوا: أي لا تضعفوا، يتعلّق بوهن الجسد، ولا تحزنوا: الحزن يتعلّق بمواجيد القلب، فإذاً كان هناك وهن حتّى إنّ النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كُسرت رباعيته وأُدمي وجهه الشّريف وكانت المعركة شديدة على المؤمنين في ذلك الوقت، والخطاب كان لفئة المؤمنين الّذين حضروا المعركة، لكنّ الخطاب القرآنيّ دائماً فيه خصوصيّة للسّبب وعموميّة للمعنى، فهنا يجب أن ندخل إلى العمق في القرآن الكريم فهو مهمّ جدّاً، أي عندما نقرأ الآية لا بدّ أن نستحضر في بالنا أنّ الله سبحانه وتعالى هو المتحدّث، فكلّ المشكلات الّتي نواجهها تحدث لأنّ الّذي يقرأ القرآن يقرؤه وكأنّه يتعامل مع كتاب كتبه بشر، أمّا نحن فيجب أن نعلم أنّ هذا الكلام هو كلام الله، فهو يستوعب الزّمان والمكان، وكلامه له عمق فلا نستطيع أن نسطّح الفهم عند تلاوتنا للقرآن الكريم، لا بدّ من ملاحظة عمق الحدث، الآن الحديث عن أُحُد لكنّ الخطاب يتعلّق بكلّ المؤمنين، بكلّ الأزمان، فمثلاً عندما يقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «من سرّه أن يُبسَط له في رزقه، وأن يُنسَأ له في أثره فليصل رحمه»([1])، هل يطول العمر بصلة الرّحم؟

وَلا تَهِنُوا: الواو عاطفة تهنوا مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة ومثلها «وَلا تَحْزَنُوا»

وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ: أنتم مبتدأ الأعلون خبره مرفوع بالواو والجملة في محل نصب حال

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: إن الشرطية وكان واسمها وخبرها وفعل كان في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.

وَلا تَهِنُوا: تضعفوا عن قتال الكفار، من الوهن: الضعف في العمل وفي الرّأي وفي الأمر.

وَلا تَحْزَنُوا: على ما أصابكم بأحد أو غيرها من المعارك من الهزيمة.

والحزن: ألم يعرض للنّفس من فقد ما تحبّ.

وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ: بالغلبة عليهم.

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: حقِّا.