القَرح: الجرح، وبالضمّ قُرح: الشّعور بالألم، وهنا تسلية للمؤمنين وتخفيفٌ عنهم، أي إذا أُثخنتم بالجراح فلا تظنّوا أنّكم أنتم فقط أُصبتم، فهم أُصيبوا أيضاً، وتأمّلوا المتابعة هنا: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ لم يقل (بين المؤمنين)، بل قال: ﴿بَيْنَ النَّاسِ﴾.
﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ﴾: لا يقصد بالأيّام السّاعات الأربع والعشرين، بل المراد اليوم الّذي حدث فيه حدثٌ ما وسمّي اليوم باسمه، فيقال عنه: يوم كذا، كيوم الخندق ويوم بدر ويوم أُحُد مثلاً.
﴿نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾: أي أنّ الانتصارات والانكسارات، العطاءات والحرمان، الصّحّة والمرض، الفقر والغنى، كلّها تتناوب في حياة الإنسان، فهل يوجد أحد يستطيع أن يقول: إنّه ثابت على حال؟ كيف وهو في دنيا أغيار؟! اليوم أنت صغير غداً كبير، كنت صحيحاً أصبحت سقيماً، كنت قويّاً أصبحت ضعيفاً، كنت غنيّاً أصبحت فقيراً، كنت حيّاً أصبحت ميتاً، فأنت ابن أغيار وسبحان الله الّذي لا يتغيّر، وهذا أحد السّنن الكونيّة.