الآية رقم (42) - إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا

﴿إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾: فكيف تستهزئون به وترَوْنه دون مستوى الرّسالة، ثمّ تقولون: إنّه كاد أنْ يُضلّكم عن آلهتكم، يعني: قَرُبَ أنْ يُضلّكم عن آلهتكم، مع ما أنتم عليه من التّعنّت والعناد؟ هذا دليل وشهادة لرسول الله ﷺ أنّه قويٌّ وأنّه على مستوى الرّسالة، وأنّه لم يدّخر وُسْعاً في دعوتهم، حتّى كاد أنْ يصرفهم عن آلهتهم، والدّليل على أنّهم كانوا يخافون من تأثير رسول الله ﷺ عليهم قولهم لأتباعهم إذا رأوهم يستمعون للقرآن الكريم: ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾[فصّلت: من الآية 26]، فيريدون أنْ يُشوِّشوا على القرآن الكريم لما يعلمون من تأثيره في النّفوس، وهم أمّة فصاحة وبلاغة، فإنْ سمعوا القرآن الكريم، فلا بُدَّ أن يُؤثّر في قلوبهم ويجذبهم إليه، وقصّة إسلام عمر رضي الله عنه هي أكبر دليل، وكيف كان قبل الإسلام شديداً جبّاراً، فلمّا تهيّأت له الفرصة واستمع للقرآن الكريم كيف تغيّر؟!، فعندما سمعه من أخته، وصادف منه قلباً نقيّاً وفطرة سليمة تأثّر به، فأسرع إلى رسول الله ﷺ يعلن إسلامه، فقولهم: ﴿إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا﴾ دليل على أنّه كُفْء للمهمّة الّتي بُعث بها، وهذا يناقض قولكم سخريةً منه واستهزاءً: ﴿أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا﴾.

﴿لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا﴾: قولهم هذا يدلّ على أنّه صلى الله عليه وسلم فعل معهم أفعالاً اقتضتْ منهم أنْ يصبروا على الضّلال.

﴿وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾: سيعرفون ذلك، لكن بعد فوات الأوان، وعندما لا تنفعهم هذه المعرفة.

«إِنْ» مخففة من الثقيلة

«كادَ» ماض ناقص واسمها محذوف

«لَيُضِلُّنا» اللام الفارقة بين النفي والإثبات وفعل مضارع ومفعوله وفاعله مستتر والجملة خبر كاد

«عَنْ آلِهَتِنا» متعلقان بيضلنا ونا مضاف إليه

«لَوْلا» حرف شرط غير جازم

«أَنْ صَبَرْنا» أن مصدرية وماض وفاعله وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف

«عَلَيْها» متعلقان بصبرنا وجواب لولا محذوف تقديره لولا صبرنا موجود لأضلنا

«وَسَوْفَ» الواو للاستئناف وسوف حرف استقبال

«يَعْلَمُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة استئنافية

«حِينَ» ظرف زمان متعلق بيعلمون

«يَرَوْنَ» مضارع وفاعل

«الْعَذابَ» مفعول به والجملة مضاف إليه

«مَنْ» اسم استفهام مبتدأ

«أَضَلُّ» خبر والجملة مفعول به ليرون

«سَبِيلًا» تمييز.