الآية رقم (271) - إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

يتابع المولى سبحانه وتعالى الحديث عن النّفقة في سبيل الله، وعن عمل الخير، وهذا جزء أساسيّ من الدّين، «والصّدقة برهان»([1])، برهانٌ على صحّة الإيمان، فالمال هو مال الله أعطاه إيّاك، لكن عندما تنفق من مال الله على خلق الله فإنّ هذا العمل يثبت صحّة إيمانك، وتعلّقك بأوامر الله سبحانه وتعالى.

(إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ): بالنّسبة للصّدقات هناك طريقتان للإنفاق:

1- إمّا أن تبدِي هذه الصّدقة.

2- وإمّا أن تخفيها.

فإن أبديتها فنِعْمَ هذا العمل، ونِعْمَ ما قُمت به من إبداء الصّدقة، لماذا؟ لأنّه عندما يقوم الغنيّ بإبداء الصّدقة مع صفاء النيّة لله، وخصوصاً فيما يتعلّق بالزّكاة؛ لأنّها فرض، فإنّه يحمي المجتمع ويحمي نفسه ويكون مثالاً يُحتذى للامتثال لأوامر الله عزّ وجلّ، ويقول العلماء: إنّ الإنسان الغنيّ عندما يتصدّق عليه أن يُبرز ويُبدي الصّدقة، أمّا الإنسان المتوسّط فالأفضل أن يخفي الصّدقة؛ لأنّ الإنسان الغنيّ سيقع النّاس بسيرته وبسلوكه ويقولون: عنده الأموال والأطيان والقصور..، وهو لا يُنفق منها شيئاً، إذاً هي عمليّة تتعلّق بتكافل اجتماعيّ، وبشعور إنسانيّ، عندما تبدي الصّدقة، فإنّ إبداءها يُحقّق هذا الأمر، ويمنع الفقراء من أن يتسلّل الحقد أو الحسد إلى قلوبهم، فهنا إبداء الصّدقة أفضل، لكنّ الله سبحانه وتعالى قال بعدها:

إِنْ تُبْدُوا: إن شرطية تبدوا فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه فعل الشرط والواو فاعل

الصَّدَقاتِ: مفعول به منصوب بالكسرة والجملة مستأنفة

فَنِعِمَّا: الفاء رابطة لجواب الشرط نعم فعل ماض جامد لإنشاء المدح والفاعل ضمير مستتر يفسره ما بعده

ما: نكرة تامة مبنية على السكون في محل نصب على التمييز

جملة «فَنِعِمَّا» في محل جزم جواب الشرط

هِيَ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: الخصلة هي وقيل مبتدأ مؤخر

وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ: إن شرطية تخفوها فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به ومثلها تؤتوها والفقراء مفعول به ثان

فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ: الفاء رابطة لجواب الشرط هو خير مبتدأ وخبر والجار والمجرور متعلقان بخير والجملة جواب الشرط

وَيُكَفِّرُ: الواو استئنافية يكفر مضارع مرفوع

عَنْكُمْ: متعلقان بيكفر

مِنْ سَيِّئاتِكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة لمفعول به محذوف أي بعضا من سيئاتكم وقيل من زائدة

وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وخبير خبر تعلق به الجار والمجرور والجملة استئنافية وجملة تعملون صلة الموصول.

إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ: تظهروا الصدقات النوافل أو التطوعات

فَنِعِمَّا هِيَ: الأصل: فنعم ما هي، بمعنى شيئاً إبداؤها

وَإِنْ تُخْفُوها: تسروها خير لكم من إبدائها وإيتائها الأغنياء والضمير يعود على الصدقات.

أما صدقة الفرض (الزكاة) فالأفضل إظهارها ليقتدى به ولئلا يتهم المزكي بالمنع، وإيتاء الفقراء: متعين.