(وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ): القرآن الكريم عندما يتحدّث عن الصّدقات وعن الزّكاة يسمّيها صدقة، ما السّبب؟ لأنّها تصديق للإيمان، (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التّوبة]، هذه الآية تتعلّق بالزّكاة ولا تتعلّق بالصّدقة، الزّكاة فرض والصّدقة سنّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فإذاً: إن تبدوا الصّدقات بالنّسبة للزّكاة فنِعمَ ما تقومون به وإن تخفوها (للصّدقات) وتؤتوها للفقراء فهو خير لكم، من ناحية عدم تسلّل الرّياء إلى قلب الغنيّ المتصدّق؛ لذلك قال النّبيّ عن أحد السّبعة الّذين يُظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه: «ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»([2]).
(وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ): تبيّن لنا أنّ فيما يتعلّق في الصّدقات يمكن الإعلان عنها وخصوصاً إذا كانت زكاة؛ لأنّك تعظّم شعائر الله سبحانه وتعالى فيما يتعلّق بالزّكاة.