﴿إِنْ﴾: بمعنى (ما) النّافية، يعني: ما هذا الّذي جئتَ به إلّا:

﴿خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾: يعني: عادة مَنْ سبقوك واختلاقهم، يقصدون الرّسل السّابقين، كما قالوا: ﴿لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾[النّمل]، وقالوا: ﴿مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ﴾ [يس: من الآية 15]، فوصفوا نبيّهم، ومَنْ سبقوه من الرّسل بالكذب والاختلاق وإيجاد شيء لم يكن موجوداً، فقولهم: ﴿خُلُقُ الْأَوَّلِينَ﴾، يعني: دعوى ادّعوْها جميعاً؛ أي: الرّسل الكرام.

وفي قراءة أخرى تُوجّه للمرَسل إليهم بفتح الخاء وسكون اللّام (خَلْق)؛ أي: اختلاق، والمعنى: نحن كمن سبقونا من الأمم لا نختلف عنهم: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ﴾[الزّخرف: من الآية 23].

والخُلُق: صفة ترسخ في النّفس تصدر عنها الأفعال بيُسْر وسهولة.