الآية رقم (40) - إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا

﴿وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾: الله سبحانه وتعالى يضاعف كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة]،  ففي عام المجاعة والقسوة الّذي مرّ على المسلمين في المدينة المنوّرة في عهد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أتت قافلةٌ إلى المدينة، ولم يكن لأهل المدينة غذاءٌ أو طعامٌ نتيجةَ الجفاف الّذي حلَّ بهم بعد أن حُبست عنهم الأمطار، فجاء التّجّار ليشتروا تلك القافلة ثمّ ليبيعوا النّاس بأسعارٍ مرتفعةٍ، فأخذ عثمان بن عفّان القافلة بأكملها واشتراها رضي الله عنه، فجاءه التّجّار: يا عثمان، لقد اشتريت القافلة بأكملها، ونحن نريد أن نبتاع منك، ندفع لك ضعف ما دفعت في هذه التّجارة، فقال سيّدنا عثمان: لقد زادني، فقالوا له: ندفع لك ثلاثة أضعاف، فقال لهم: لقد زادني، قالوا: من الّذي زادك عن ثلاثة أضعاف؟ ندفع لك خمسة أضعاف يا عثمان، فقال عثمان: إنّ الله سبحانه وتعالى زادني عشرة أضعاف، والحسنة بعشر أمثالها، وإنّني أُشهد الله بأنّني اشتريت هذه القافلة لأهبها لفقراء المسلمين بلا حسابٍ وبلا منٍّ.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ: لا نافية وفعل مضارع ومثقال صفة لمصدر محذوف التقدير: لا يظلم ظلما مثقال وقيل هي مفعول ثان والمفعول الأول محذوف أي: لا يظلم أحدا مثقال والجملة خبر إن وذرة مضاف إليه

وَإِنْ تَكُ: إن شرطية وفعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة تخفيفا كما حذفت الواو منعا لالتقاء الساكنين. واسمها ضمير مستتر تقديره: هو

حَسَنَةً: خبرها وجملة وإن تك استئنافية

يُضاعِفْها: جواب الشرط مجزوم والهاء مفعوله والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء.

وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ: لدنه اسم مبني على السكون في محل جر بمن وهما متعلقان بيؤت والجملة معطوفة

أَجْراً: مفعول به

عَظِيماً: صفة.

لا يَظْلِمُ: الظلم: النقص وتجاوز الحد، أي لا ينقص أحدا من حسناته ولا يزيد في سيئاته.

مِثْقالَ: أصله المقدار الذي له ثقل مهما قل، ثم أطلق على المعيار المخصوص للذهب وغيره (المثقال العجمي: 80، 4 غم) والمراد به هنا وزن ذَرَّةٍ أصغر ما يدرك من الأجسام، والذرة في العلم الحديث: الجزء الذي لا يتجزأ، ومن الذرات: الهباء: وهو ما يرى في شعاع الشمس الداخل من نافذة.

يُضاعِفْها: من عشر إلى أكثر من سبعمائة.

مِنْ لَدُنْهُ: من عنده.