الآية رقم (40) - إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا

صحيحٌ أنّه تمّ تحطيم الجوهر الفرد، وحُطّمت الذّرّة ومنها خرج النوّوي و…..إلخ، لكنّهم لم يقرؤوا قول الله تبارك وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ﴾ [يونس: من الآية 61]، لقد ورد في القرآن الكريم ذكر ما هو أصغر من الذّرّة، وعندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن العدل قال: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء]،  وقال جلَّ جلاله: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان]،  فالله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان حتّى في أدقّ الأمور وهي الذّرّة.

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾:

﴿مِثْقَالَ﴾: تعني الوزن، وتأتي من الثّقل، وترتبط بالجاذبيّة، فإن كان شيءٌ ما ثقله كبيرٌ فإنّه يسقط على الأرض بسرعةٍ، وإن كان وزنه أقلّ يكون أبطأ عند السّقوط؛ لأنّ الجاذبيّة هي الّتي تؤدّي إلى ما يسمّى مثقال. والله سبحانه وتعالى لا يظلم النّاس مثقال ذرّةٍ، فإن كانت مثقال ذرّةٍ من خيرٍ فإنّه عزَّ وجل يقول:

﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾: ليس فقط يضاعفها مرّةً، بل وسبعمئة ضعفٍ وأضعافاً مضاعفة.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ: لا نافية وفعل مضارع ومثقال صفة لمصدر محذوف التقدير: لا يظلم ظلما مثقال وقيل هي مفعول ثان والمفعول الأول محذوف أي: لا يظلم أحدا مثقال والجملة خبر إن وذرة مضاف إليه

وَإِنْ تَكُ: إن شرطية وفعل مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة تخفيفا كما حذفت الواو منعا لالتقاء الساكنين. واسمها ضمير مستتر تقديره: هو

حَسَنَةً: خبرها وجملة وإن تك استئنافية

يُضاعِفْها: جواب الشرط مجزوم والهاء مفعوله والجملة لا محل لها جواب شرط لم تقترن بالفاء.

وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ: لدنه اسم مبني على السكون في محل جر بمن وهما متعلقان بيؤت والجملة معطوفة

أَجْراً: مفعول به

عَظِيماً: صفة.

لا يَظْلِمُ: الظلم: النقص وتجاوز الحد، أي لا ينقص أحدا من حسناته ولا يزيد في سيئاته.

مِثْقالَ: أصله المقدار الذي له ثقل مهما قل، ثم أطلق على المعيار المخصوص للذهب وغيره (المثقال العجمي: 80، 4 غم) والمراد به هنا وزن ذَرَّةٍ أصغر ما يدرك من الأجسام، والذرة في العلم الحديث: الجزء الذي لا يتجزأ، ومن الذرات: الهباء: وهو ما يرى في شعاع الشمس الداخل من نافذة.

يُضاعِفْها: من عشر إلى أكثر من سبعمائة.

مِنْ لَدُنْهُ: من عنده.