صحيحٌ أنّه تمّ تحطيم الجوهر الفرد، وحُطّمت الذّرّة ومنها خرج النوّوي و…..إلخ، لكنّهم لم يقرؤوا قول الله تبارك وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ﴾ [يونس: من الآية 61]، لقد ورد في القرآن الكريم ذكر ما هو أصغر من الذّرّة، وعندما تحدّث الله سبحانه وتعالى عن العدل قال: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ﴾ [الأنبياء]، وقال جلَّ جلاله: ﴿يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان]، فالله سبحانه وتعالى يحاسب الإنسان حتّى في أدقّ الأمور وهي الذّرّة.
﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾:
﴿مِثْقَالَ﴾: تعني الوزن، وتأتي من الثّقل، وترتبط بالجاذبيّة، فإن كان شيءٌ ما ثقله كبيرٌ فإنّه يسقط على الأرض بسرعةٍ، وإن كان وزنه أقلّ يكون أبطأ عند السّقوط؛ لأنّ الجاذبيّة هي الّتي تؤدّي إلى ما يسمّى مثقال. والله سبحانه وتعالى لا يظلم النّاس مثقال ذرّةٍ، فإن كانت مثقال ذرّةٍ من خيرٍ فإنّه عزَّ وجل يقول:
﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾: ليس فقط يضاعفها مرّةً، بل وسبعمئة ضعفٍ وأضعافاً مضاعفة.