نحن نعلم أنّ الله سبحانه وتعالى هو العدل المطلق، لا يظلم البشر، ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [فصّلت: من الآية 46]، ولكنّ الإنسان إمّا أن يظلم نفسه بتقديم متعةٍ عاجلةٍ على نعيمٍ دائمٍ، أو يظلم غيره، والله سبحانه وتعالى يقول في الحديث القدسيّ: «يا عبادي إنّي حرّمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً»([1])، ونعلم أنّ من الدّعوات المستجابة -مثلُ دعوة الصّائم حين يفطر- دعوة المظلوم، فليس بينها وبين الله حجابٌ، وكما أخبرنا النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «يرفعها فوق الغمام، وتفتح لها أبواب السّماء، ويقول الرّبّ عزَّ وجل: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين»([2])، والله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً.
وفي هذه الآية الكريمة يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾، توقّف بعض النّاس من الّذين لا يعلمون كتابَ الله سبحانه وتعالى، ولا يتدبّرون القرآن الكريم فقالوا: إنّ الذّرّة ليست أصغر عنصرٍ في الكون، فمنذ سنواتٍ عدّةٍ تمّ تحطيم الجوهر الفرد بألمانيا، وحُطّمت الذّرّة وفُتِّتَتْ إلى ما هو أصغر منها نترونات وإلكترونات.. إلخ، والله سبحانه وتعالى يقول في هذه الآية: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ ويقول في سورة (الزّلزلة): ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزّلزلةٍ]