الآية رقم (7) - إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾: وكأنّ هذه الآية تعقيبٌ على سابقتها، وإشارةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّ الدّنيا قصيرةٌ، والمسألة قريبةٌ فلا داعيَ أنْ تُهلِك نفسك حُزْناً على عناد قومك، فالدّنيا لكلّ إنسانٍ هي مدّة بقائه بها، وعمرها قصيرٌ.

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا﴾؛ أي كلّ ما على الأرض هو زينة، والزّينة زائلةٌ، وهي ليست من جنس الشّيء، وإنّما تكون فوق الشّيء، والزّينة هي الزّخرف الّذي يبرق أمام الأعين فيُغريها، ثمّ يندثر ويتلاشى، وقد أوضح لنا القرآن الكريم هذه المسألة في قوله سبحانه وتعالى: ﴿اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ﴾ [الكهف: من الآية 45]، فإيّاك يا محمّد أنْ يأخذك هذا الزّخرف؛ لأنّه سرعان ما يذبل ويصير حُطاماً.

﴿لِنَبْلُوَهُمْ﴾: البلاء يعني: الامتحان، وليس المصيبة كما يظنّ بعضهم، وإنّما امتحان الحياة، والمهمّ في الابتلاء هو النّتيجة.

معنى: ﴿لِنَبْلُوَهُمْ﴾؛ أي بلاء شهادة منهم على أنفسهم.

﴿أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾: فالقضيّة قضيّة أعمالٍ، وليست قضيّة أقوالٍ

«إِنَّا» إن واسمها والجملة مستأنفة

«جَعَلْنا» ماض وفاعله والجملة خبر

«ما» اسم موصول مفعول به

«عَلَى الْأَرْضِ» متعلقان بصلة محذوفة

«زِينَةً» مفعول به ثان أو مفعول لأجله

«لَها» متعلقان بزينة

«لِنَبْلُوَهُمْ» اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وفاعله مستتر والهاء مفعول به واللام وما بعدها متعلقان بجعلنا

«أَيُّهُمْ» اسم استفهام مبتدأ والهاء مضاف إليه

«أَحْسَنُ» خبر

«عَمَلًا» تمييز والجملة سدّت مسد مفعولي نبلوهم.