الآية رقم (10) - إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

﴿إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ﴾: أي: النّجوى بالإثم والعدوان ومعصيت الرّسول هي في الأساس من الشّيطان؛ لأنّ مهمّته منذ أن أخذ عهداً مع الله سبحانه وتعالى: ﴿قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين *إلا عبادك منهم المخلصين﴾[ص]، وفضح نفسه حينما أعلن عن خطّته في إغواء بني آدم، فقال: ﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[الأعراف: من الآية 16].

﴿لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: ومع أنّ المؤمنين حزنوا من تلك المكائد الّتي تُدبّر لهم، لكنّ الضّرر ليس بيد الشّيطان ولا بيد المتآمرين، بدليل قول الحقّ سبحانه وتعالى:

﴿وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾: فعندما يأخذ الإنسان بالأسباب يجب أن يكون متيقّناً من أنّ النّافع والضّارّ هو الله عز وجلَّ، وأنّ الضّرر لا يقع إلّا بمشيئة الله سبحانه وتعالى، لكن علينا أن نأخذ بالأسباب وأن نستعدّ، وبعد ذلك إذا جاء الأمر المحزن فإنّ النّفع والضّرّ بيد الله سبحانه وتعالى وبمشيئته، ولذلك أتبعها سبحانه وتعالى بقوله:

﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾: فلا بدّ حتّى تستطيع أن تواجه محن الحياة كلّها من أن تتوكّل على الله عز وجلَّ، والتّوكّل على الله سبحانه وتعالى بأنّك جعلت الله عز وجلَّ وكيلاً عنك، وحسن التّوكّل على الله سبحانه وتعالى سيؤدّي إلى استعداد الإنسان لمواجهة مصاعب الحياة كلّها الّتي تعترضه.

﴿فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾: لا يستطيع أحدٌ أن يتوكّل على الله عز وجلَّ إلّا إذا كان مؤمناً.

«إِنَّمَا» كافة ومكفوفة

«النَّجْوى» مبتدأ

«مِنَ الشَّيْطانِ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية تعليل لا محل لها.

«لِيَحْزُنَ» مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر ثان

«الَّذِينَ» مفعول به

«آمَنُوا» ماض وفاعله والجملة صلة

«وَلَيْسَ» ماض ناقص اسمه مستتر

«بِضارِّهِمْ» مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس

«شَيْئاً» مفعول به والجملة حال.
«إِلَّا» حرف حصر

«بِإِذْنِ» متعلقان بمحذوف حال

«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه.

«وَعَلَى اللَّهِ» حرف عطف ومتعلقان بيتوكل

«فَلْيَتَوَكَّلِ» الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلام الأمر

«الْمُؤْمِنُونَ» فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.

{إِنَّمَا النَّجْوَى} … التَّحَدُّثُ بِخُفْيَةٍ بِالإِثْمِ وَالعُدْوَانِ.