الآية رقم (15) - إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾: أي: الأموال والأولاد بلاء واختبار ومحنة، وكما قلنا: السّبب الأساسيّ في حمل الإنسان على الكسب الحرام، ومنع حقّ الله عز وجلَّ، وارتكاب المعاصي والآثام، يكون إمّا من الأولاد وإمّا من وجود المال، والله سبحانه وتعالى ينبّهنا دائماً لكسب الحلال، قال سبحانه وتعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾[الكهف]، فهناك فارق، لكن عندما يكون المال والزّوجات والأولاد سبباً في المعاصي، فهذا يؤدّي إلى خطر شديد على الإنسان في حياته، فإن كان للإنسان مال كثير ومات، فسيكون هذا المال وبالاً على ورثته بعد وفاته إن جُمِع هذا المال من حرام، أخرج أحمد والتّرمذيّ والحاكم والطّبرانيّ عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ»([1])، وأخرج الطّبرانيّ عن أبي مالك الأشعريّ أنّ رسول الله ﷺ قال: «لَيْسَ عَدُوَّكَ الَّذِي إِنْ قَتَلْتَهُ كَانَ لَكَ نُوراً، وَإِنْ قَتَلَكَ دَخَلْتَ الْجَنَّةَ، وَلَكِنَّ أَعْدَى عَدُوِّكَ وَلَدُكَ الَّذِي خَرَجَ مِنْ صُلْبِكَ، ثُمَّ أَعْدَى عَدُوٍّ لَكَ مَالُكَ الَّذِي مَلَكَتْ يَمِينُكَ»([2]). ثمّ أمر الله سبحانه وتعالى بالتّقوى والطّاعة والنّفقة، فقال:

([1]) سنن التّرمذيّ: أبواب الزّهد، باب ما جاء أنّ فتنة هذه الأمّة في المال، الحديث رقم (2336).

([2]) المعجم الكبير للطّبرانيّ: باب الحاء، شُرَيح بن عبيد الحضرميّ عن أبي مالك، الحديث رقم (3445).

«إِنَّما» كافة ومكفوفةَ

«أمْوالُكُمْ» مبتدأَ

«وأَوْلادُكُمْ» معطوف على أموالكمِ

«فتْنَةٌ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

«واللَّهُ عِنْدَهُ» الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ وظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدمَ

«أجْرٌ» مبتدأ مؤخرَ

«عظِيمٌ» صفة والجملة خبر المبتدأ وجملة الله.. استئنافية لا محل لها.

{فِتْنَةٌ} … بَلَاءٌ، وَاخْتِبَارٌ لَكُمْ.