الآية رقم (184) - أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ): هو أيّام طبعاً، فمعظم العلماء قالوا: إنّ هذه الآيات كانت بداية لفريضة الصّيام حيث أنّ المسلم كان مخيّراً في أن يصوم أو لا يصوم، وكان الصّوم لمدّة ثلاثة أيّام في العشرة والعشرين والثّلاثين من الشّهر، ثلاثة أيّام فقط في الشّهر، بعد ذلك جاءت الفريضة بصيام شهر رمضان بأكمله، لذلك نجد أنّ الآيات لا يوجد فيها تكرار، فيها تدرّج في الحكم، والتّدرّج في الحكم في القرآن الكريم يأتي لأجل إِلف العادة، كذلك كان التّدرّج في تحريم الخمر؛ لأنّ النّاس ألفت أن تشرب الخمر في المجتمع، فدائماً الإسلام دين تيسير، والله ييسر لعباده، والعباد يريدون العسر، لذلك من سياق الآيات يتبيّن التّيسير، فإذا كان المسلم مريضاً أو على سفر يُفطر ويقضي بعد ذلك عدّة من أيّام أخر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سفره فرأى رجلاً قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه فقال: ما له؟، قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر([1])

أَيَّاماً: مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره صوموا أياما.

مَعْدُوداتٍ: صفة منصوبة بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم.

فَمَنْ: الفاء استئنافية من اسم شرط جازم مبتدأ.

كانَ: فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو وهي في محل جزم فعل الشرط.

مِنْكُمْ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال.

مَرِيضاً: خبر كان.

أَوْ: عاطفة.

عَلى سَفَرٍ: معطوفان على مريضا.

فَعِدَّةٌ: الفاء رابطة لجواب الشرط. عدة مبتدأ خبره محذوف التقدير: عليه عدة والجملة في محل جزم جواب الشرط.

مِنْ أَيَّامٍ: متعلقان بمحذوف صفة عدة.

أُخَرَ: صفة لأيام مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف للوصفية والعدل.

وَعَلَى الَّذِينَ: الواو عاطفة على الذين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

يُطِيقُونَهُ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول.

فِدْيَةٌ: مبتدأ مؤخر.

طَعامُ: بدل مرفوع.

مِسْكِينٍ: مضاف إليه والجملة الاسمية معطوفة.

فَمَنْ: الفاء استئنافية. من اسم شرط جازم مبتدأ.

تَطَوَّعَ: فعل ماض وهو فعل الشرط.

خَيْراً: منصوب بنزع الخافض.

فَهُوَ: الفاء رابطة لجواب الشرط هو مبتدأ.

خَيْرٌ: خبرها.

لَهُ: متعلقان باسم التفضيل خير والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط.

وَأَنْ: الواو استئنافية أن حرف مصدري ونصب مؤول مع الفعل تصوموا بعدها بمصدر في محل رفع مبتدأ.

تَصُومُوا: مضارع وفاعله.

خَيْرٌ: خبره.

لَكُمْ: متعلقان باسم التفضيل خير وتقدير الكلام: صيامكم خير لكم.

إنْ: حرف شرط جازم.

كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط والتاء اسمها.

تَعْلَمُونَ: فعل مضارع والواو فاعل والجملة خبر كنتم وجملة كنتم ابتدائية لا محل لها وجواب الشرط محذوف.

أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ: عنى به رمضان.

يُطِيقُونَهُ: أي يتحملونه بمشقة شديدة وجهد كبير، ويؤيده قراءة: «يطوقونه» مثل الكبير الهرم والحامل والمرضع والمريض مرضًا لا يرجى برؤه.

فِدْيَةٌ الفدية: هي إطعام مسكين عن كل يوم، من أوسط ما يطعم أهله في يومه، أكلة واحدة، وهو مدّ من غالب قوت البلد

فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً: بالزيادة على القدر المذكور في الفدية.

فَهُوَ أي: التطوع خير له.

والصوم: خير من الإفطار والفدية.

إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: أنه خير لكم، فافعلوه في تلك الأيام.

فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ: مجاز بالحذف تقديره: من كان مريضاً فأفطر، أو على سفر فأفطر.

وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ قال بعضهم: إنَّ الآية على إضمار حرف النفي، أي لا يطيقونه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه. ولا داعي لذلك

لأنَّ الطاقة تعني تحمل الشيء بمشقة وشدة، والمعنى: يتحملونه بجهد شديد.الْيُسْرَ … والْعُسْرَ فيه طباق السلب.