(أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ): هو أيّام طبعاً، فمعظم العلماء قالوا: إنّ هذه الآيات كانت بداية لفريضة الصّيام حيث أنّ المسلم كان مخيّراً في أن يصوم أو لا يصوم، وكان الصّوم لمدّة ثلاثة أيّام في العشرة والعشرين والثّلاثين من الشّهر، ثلاثة أيّام فقط في الشّهر، بعد ذلك جاءت الفريضة بصيام شهر رمضان بأكمله، لذلك نجد أنّ الآيات لا يوجد فيها تكرار، فيها تدرّج في الحكم، والتّدرّج في الحكم في القرآن الكريم يأتي لأجل إِلف العادة، كذلك كان التّدرّج في تحريم الخمر؛ لأنّ النّاس ألفت أن تشرب الخمر في المجتمع، فدائماً الإسلام دين تيسير، والله ييسر لعباده، والعباد يريدون العسر، لذلك من سياق الآيات يتبيّن التّيسير، فإذا كان المسلم مريضاً أو على سفر يُفطر ويقضي بعد ذلك عدّة من أيّام أخر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في سفره فرأى رجلاً قد اجتمع النّاس عليه، وقد ظلّل عليه فقال: “ما له؟“، قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: “ليس من البرّ أن تصوموا في السّفر“([1])