﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ﴾: أيظنّ هذا الكافر أنّ العظام بعد تفرّقها ورجوعها رميماً ورُفاتاً مختلطة بالتّراب، وبعد ما نسفتها الرّيح فطيّرتها في أباعد الأرض أنّنا لن نجمعها؟ والفعل (حسب) هنا جاء بالمضارع؛ لأنّه يتحدّث عن شيءٍ يحدث في المستقبل، وهو عند النّفخ في الصّور النّفخة الثّانية، فقال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ﴾، وقد ورد (حسب) بالماضي في قوله تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ [العنكبوت]؛ أي: أظنّ النّاسُ وتوهّموا أن يقولوا آمنّا من غير أن يُفتَنوا ُويُختبروا بإيمانهم ويُبتَلوا، وقد قال الأخنس بن شريق الثّقفيّ لرسول الله ﷺ: يَا مُحَمَّد، حَدّثنِي عَن يَوْم الْقِيَامَة مَتى يكون، وَكَيف أمرهَا؟ فأخبره رَسُول الله ﷺ، فَقَالَ عديّ بن ربيعة حليف بني زهرة: لَو عَايَنت ذَلِك الْيَوْم لم أصدّقك يَا مُحَمَّد، وَلم أومن بِهِ، أَوَ يجمع الله الْعِظَام؟ فأنزل الله تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ﴾.
«أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ» الهمزة حرف استفهام ومضارع وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها
«أن» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف
«لن نَجْمَعَ» مضارع منصوب بلن والفاعل مستتر
«عِظامَهُ» مفعول به والجملة خبر أن المخففة والمصدر المؤول من أن وما بعدها سد مسد مفعولي يحسب