الآية رقم (214) - أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ

وزلّ: سقط عن الشّيء، إذا وقفت السّيارة فجأة فالرّاكب فيها يأخذ بحركة إلى الأمام وحركة إلى الخلف، حركة متوازنة ما بين الأمام والخلف فهذا معنى الزّلزال، فالزّلزال الّذي يصيب الإنسان، يهتزّ به.

زلزلوا: أي اهتزّوا واضطربوا وتمكّنت منهم هذه الشّدة الشّديدة، وتملّكهم الخوف والذّعر والهلع.

(حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ): إذاً هم استبطأوا نصر الله، وكأنّهم قالوا: متى نصر الله؟ أو قالوها فعلاً، وكان الجواب بشكل مباشر: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

(حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ): فكأنّ الجواب مضمّناً بالسّؤال متى؟ فهل استبطأوا نصر الله؟ (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) أي: لا تستبطئوا نصر الله، فإنّما هي امتحانات واختبارات وابتلاءات وزلزلة للإنسان واختبار لإيمانه وثباته عليه، وتسليمه لخالقه، فعندما يتعرّض الإنسان لهذا الزّلزال وهذه الشّدّة يكون النّصر بعد الصّبر لذلك جاء في الحديث الشّريف: «واعلم أنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وإنّ مع العسر يسراً»([1]).

 


([1]) مسند الشّهاب: ج1، باب احفظ الله يحفظك، الحديث رقم (745).

أَمْ: حرف عطف.

حَسِبْتُمْ: فعل ماض وفاعل.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

تَدْخُلُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون وهو مؤول مع أن المصدرية بمصدر مؤول سد مسد مفعولي حسبتم.

الْجَنَّةَ: مفعول به.

وَلَمَّا: الواو حالية لما حرف جازم.

يَأْتِكُمْ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والكاف مفعول به.

مَثَلُ: فاعل.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل جر بالإضافة والجملة حالية.

خَلَوْا: فعل ماض وفاعل.

مِنْ قَبْلِكُمْ: متعلقان بخلوا.

مَسَّتْهُمُ: فعل ماض والتاء تاء التأنيث والهاء مفعول به.

الْبَأْساءُ: فاعل

وَالضَّرَّاءُ: معطوف والجملة حال من الواو في خلوا.

وَزُلْزِلُوا: زلزلوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

يَقُولَ: مضارع منصوب بأن المضمرة والمصدر المؤول في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بزلزلوا.

الرَّسُولُ: فاعل.

وَالَّذِينَ: معطوف على الرسول.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

مَعَهُ: ظرف مكان متعلق بآمنوا.

مَتى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر نصر.

نَصْرُ: مبتدأ مؤخر.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة الاسمية مقول القول.

أَلا: أداة استفتاح

إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ: إن واسمها وخبرها، والله لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة استئنافية.

أَمْ حَسِبْتُمْ: استفهام إنكاري

أَمْ حَسِبْتُمْ: بمعنى بل أحسبتم

وبل: تفيد افتتاح كلام جديد. وَلَمَّا لم مَثَلُ وصف عظيم وحال ذات شأن.

وَلَمَّا يَأْتِكُمْ: لمَّا: تدل على النفي مع توقع وقوع المنفي.

أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ فيها أربعة تأكيدات، وهي «ألا» أداة الاستفتاح، وإنّ، والجملة الاسمية

وإضافة النصر إلى الله القادر على كل شيء.

مَسَّتْهُمُ: جملة مستأنفة مبينة ما قبلها

الْبَأْساءُ: شدة الفقر، وكل ما يصيب الإنسان في غير ذاته، كأخذ المال، والطرد من الديار، وتهديد الأمن، ومقاومة نشاط الدعوة

إلى الله

الضَّرَّاءُ: المرض، وكل ما يصيب الإنسان في نفسه، كالجرح والقتل وَزُلْزِلُوا أزعجوا بأنواع البلايا، والزلزال: الاضطراب في الأمر.

مَتى نَصْرُ اللَّهِ: أي متى يقع نصر الله

قَرِيبٌ: خبر إن، وقريب: لا تثنّيه العرب ولا تجمعه ولا تؤنثه في هذا المعنى

قال الله عز وجل: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف 7/ 56] .