وزلّ: سقط عن الشّيء، إذا وقفت السّيارة فجأة فالرّاكب فيها يأخذ بحركة إلى الأمام وحركة إلى الخلف، حركة متوازنة ما بين الأمام والخلف فهذا معنى الزّلزال، فالزّلزال الّذي يصيب الإنسان، يهتزّ به.
زلزلوا: أي اهتزّوا واضطربوا وتمكّنت منهم هذه الشّدة الشّديدة، وتملّكهم الخوف والذّعر والهلع.
(حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ): إذاً هم استبطأوا نصر الله، وكأنّهم قالوا: متى نصر الله؟ أو قالوها فعلاً، وكان الجواب بشكل مباشر: (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).
(حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ): فكأنّ الجواب مضمّناً بالسّؤال متى؟ فهل استبطأوا نصر الله؟ (أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) أي: لا تستبطئوا نصر الله، فإنّما هي امتحانات واختبارات وابتلاءات وزلزلة للإنسان واختبار لإيمانه وثباته عليه، وتسليمه لخالقه، فعندما يتعرّض الإنسان لهذا الزّلزال وهذه الشّدّة يكون النّصر بعد الصّبر لذلك جاء في الحديث الشّريف: «واعلم أنّ النّصر مع الصّبر، وأنّ الفرج مع الكرب، وإنّ مع العسر يسراً»([1]).