الآية رقم (215) - يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ

نتحدّث أوّلاً عن سبب النّزول ثمّ نتحدّث عن المعنى العامّ، ونقول دائماً: إنّ القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى وصفة من صفاته، فهناك خصوصيّة في السّبب وعموميّة في المعنى تنطبق على كلّ النّاس وعلى كلّ الأحوال، أمّا سبب النّزول فإنّ صاحب السّؤال الّذي توجّه بهذا السّؤال لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هو رجل كبير اسمه عمرو بن الجموح، هذا الرّجل له قصّة، قبل معركة أُحد ذهب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان أعرجَ فطلب أن يشارك معه في المعركة، ولكن له عذر كما قال سبحانه وتعالى: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [الفتح: من الآية 17]،  فعن أشياخ من بني سلمة قالوا: كان عمرو ابن الجموح أعرجَ شديد العرج، وكان له أربعة بنين شباب يغزون مع رسول الله سبحانه وتعالى إذا غزا، فلمّا أراد رسول الله : أن يتوجّه إلى أُحد قال له بنوه: إنّ الله عزَّ وجلّ قد جعل لك رخصة، فلو قعدت فنحن نكفيك، فقد وضع الله عنك الجهاد، فأتى عمرو بن الجموح رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسول الله، إنّ بنيّ هؤلاء يمنعوني أن أخرج معك، والله إنّي لأرجو أن أستشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنّة، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «أمّا أنت فقد وضع الله عنك الجهاد»، وقال لبنيه: «وما عليكم أن تدعوه لعلّ الله يرزقه الشّهادة»، فخرج مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقتل يوم أُحُد شهيداً([1])

يَسْئَلُونَكَ: فعل مضارع والواو فاعل والكاف مفعول به.

ماذا: ما اسم استفهام مبتدأ ذا اسم موصول خبره والجملة مفعول به مقدم ويجوز اعتبارها كلمة واحدة وإعرابها اسم استفهام

مفعول به مقدم.

يُنْفِقُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة صلة الموصول.

قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة استئنافية.

ما أَنْفَقْتُمْ: ما شرطية جازمة في محل نصب مفعول به مقدم ويجوز إعرابها اسم موصول أنفقتم فعل ماض والتاء فاعل وهو فيمحل جزم فعل الشرط.

مِنْ خَيْرٍ: متعلقان بمحذوف حال من ما.

فَلِلْوالِدَيْنِ: الفاء رابطة لجواب الشرط للوالدين جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره، فمعطى للوالدين.

(أَنْفَقْتُمْ): مقول القول، والجملة المقدرة في محل جزم جواب الشرط.

وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ: معطوفة على الوالدين.

وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ: مثل ما أنفقتم من خير والجملة معطوفة أو مستأنفة.

فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ: إن ولفظ الجلالة اسمها وعليم خبرها، وبه متعلقان بعليم والجملة في محل جزم جواب الشرط.

مِنْ خَيْرٍ: من مال كثير طيب، وسمي به لأن حقه أن ينفق في وجوه الخير، وهو شامل للقليل والكثير.

وَالْأَقْرَبِينَ: هم الأولاد وأولادهم ثم الإخوة.

واليتيم: من فقد والده وهو صغير.

والمسكين: من عجز عن كسب ما يكفيه ورضي بالقليل.

وابن السبيل: المسافر.

وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ: إنفاق أو غيره.

فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ: يعلمه ويجازي عليه.