الآية رقم (214) - أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ

هل حسبتم أن تدخلوا الجنّة من دون ابتلاءات، ومن دون اختبارات، ومن دون امتحانات؟! فإذاً لا بدّ للإنسان أن يتعرّض للامتحان والاختبار والبلاء: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة]، ضعوا في حسبانكم أنّ دخول الجنّة لا يكون إلّا من خلال الامتحانات، قال سبحانه وتعالى: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ) [العنكبوت].

(وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا)

(الْبَأْسَاءُ): الأمراض والابتلاءات العامّة كالحروب والأمراض والفقر.

(الضَّرَّاءُ): الضّرّ بالصّحّة، الضّرّ بالنّفس، الضّرّ بالمال.

(وَزُلْزِلُوا): كلمة زلزلوا مركّبة من فعلَي زلَّ زلَّ.

أَمْ: حرف عطف.

حَسِبْتُمْ: فعل ماض وفاعل.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

تَدْخُلُوا: فعل مضارع منصوب بحذف النون وهو مؤول مع أن المصدرية بمصدر مؤول سد مسد مفعولي حسبتم.

الْجَنَّةَ: مفعول به.

وَلَمَّا: الواو حالية لما حرف جازم.

يَأْتِكُمْ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والكاف مفعول به.

مَثَلُ: فاعل.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل جر بالإضافة والجملة حالية.

خَلَوْا: فعل ماض وفاعل.

مِنْ قَبْلِكُمْ: متعلقان بخلوا.

مَسَّتْهُمُ: فعل ماض والتاء تاء التأنيث والهاء مفعول به.

الْبَأْساءُ: فاعل

وَالضَّرَّاءُ: معطوف والجملة حال من الواو في خلوا.

وَزُلْزِلُوا: زلزلوا فعل ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

حَتَّى: حرف غاية وجر.

يَقُولَ: مضارع منصوب بأن المضمرة والمصدر المؤول في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بزلزلوا.

الرَّسُولُ: فاعل.

وَالَّذِينَ: معطوف على الرسول.

آمَنُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

مَعَهُ: ظرف مكان متعلق بآمنوا.

مَتى: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بمحذوف خبر نصر.

نَصْرُ: مبتدأ مؤخر.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة الاسمية مقول القول.

أَلا: أداة استفتاح

إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ: إن واسمها وخبرها، والله لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة استئنافية.

أَمْ حَسِبْتُمْ: استفهام إنكاري

أَمْ حَسِبْتُمْ: بمعنى بل أحسبتم

وبل: تفيد افتتاح كلام جديد. وَلَمَّا لم مَثَلُ وصف عظيم وحال ذات شأن.

وَلَمَّا يَأْتِكُمْ: لمَّا: تدل على النفي مع توقع وقوع المنفي.

أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ فيها أربعة تأكيدات، وهي «ألا» أداة الاستفتاح، وإنّ، والجملة الاسمية

وإضافة النصر إلى الله القادر على كل شيء.

مَسَّتْهُمُ: جملة مستأنفة مبينة ما قبلها

الْبَأْساءُ: شدة الفقر، وكل ما يصيب الإنسان في غير ذاته، كأخذ المال، والطرد من الديار، وتهديد الأمن، ومقاومة نشاط الدعوة

إلى الله

الضَّرَّاءُ: المرض، وكل ما يصيب الإنسان في نفسه، كالجرح والقتل وَزُلْزِلُوا أزعجوا بأنواع البلايا، والزلزال: الاضطراب في الأمر.

مَتى نَصْرُ اللَّهِ: أي متى يقع نصر الله

قَرِيبٌ: خبر إن، وقريب: لا تثنّيه العرب ولا تجمعه ولا تؤنثه في هذا المعنى

قال الله عز وجل: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف 7/ 56] .