الآية رقم (258) - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

لماذا هذا الانتقال المباشر إلى قضيّة تتعلّق بالحياة والموت، لو أنّنا عدنا إلى الآيات السّابقة الّتي تتحدّث عن طالوت وجالوت وعن دفع المولى سبحانه وتعالى: (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ) [البقرة]، كلّ هذه الآيات الّتي أُنزلت على الرّسل، وكلّ هذه الأمور البيّنة، هناك قضيّة أساسيّة كانت دائماً تقف حائلاً أمام الرّسل وأمام هداية أقوامهم هي قضيّة الموت والحياة، وهي ما زالت حتّى الآن، وستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لسبب واحد وهو أنّ الموت لم يستطع أحد، ولن يستطيع أحد أن يتأبّى عليه، ولا أن يعرف مكنونه أو ماهيّته، أو أن يتحكّم بوقته أو زمانه أو مكانه، انظروا إلى كلّ الاكتشافات، وكلّ العلم، وكلّ الحروب، وكلّ ما يجري على الأرض الآن وسابقاً وسيبقى لاحقاً، مناطه أمر واحد فقط هو التّمسّك بالحياة، لماذا هذه الدّول تطغى على هذه الدّول؟ لماذا هذه الدّول تحتلّ هذه الدّول؟ لماذا هؤلاء يقتلون هؤلاء؟ كلّ ذلك من أجل أمر واحد فقط هو التحكّم بالحياة وتملّكها، وهذان الأمران بيد الله، لم يستطع أحد أن يتأبّى على مَلَك الموت، فمَلَك الموت يأتي للكبير والصّغير، والصّحيح والسّقيم، والقويّ والضّعيف، والأمير والمأمور.. للجميع: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ) [الرّحمن]، وكلّ دعوة الأنبياء كانت تُواجه بموضوع: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ) [المؤمنون: من الآية 82]، كلّ الآيات وكلّ الجدل الّذي تمّ بين الأنبياء وبين الأقوام الّذين جاؤوا إليهم بالهداية كان أساسه موضوع الموت والبعث بعد الموت.

أَلَمْ: الهمزة للاستفهام لم حرف جازم

تَرَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة

إِلَى الَّذِي: متعلقان بتر

حَاجَّ إِبْراهِيمَ: فعل ماض ومفعول به والفاعل هو

فِي رَبِّهِ: متعلقان بحاج.

أَنْ: حرف مصدري ونصب

آتاهُ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف، في محل نصب والهاء مفعوله

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل

الْمُلْكَ: مفعول به ثان والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر والتقدير: لاتيانه الملك والجار والمجرور متعلقان بحاج

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق بآتاه

قالَ إِبْراهِيمُ: فعل ماض وفاعل

رَبِّيَ: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم

الَّذِي: اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مقول القول

يُحْيِي وَيُمِيتُ: فعلان مضارعان والجملة صلة الموصول

قالَ: فعل ماض والفاعل هو

أَنَا: ضمير منفصل مبتدأ

أُحْيِي: فعل مضارع وفاعله أنا والجملة خبر

جملة «أَنَا أُحْيِي» مقول القول

وَأُمِيتُ: عطف على أحيي

قالَ إِبْراهِيمُ: فعل ماض وفاعل

فَإِنَّ اللَّهَ: الفاء الفصيحة إن الله إن ولفظ الجلالة اسمها

يَأْتِي: الجملة خبر إن

جملة «فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي» لا محل لها لأنها جواب شرط مقدر

بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: متعلقان بالفعل يأتي

فَأْتِ: الفاء عاطفة أت فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت

بِها: متعلقان بالفعل قبلهما

مِنَ الْمَغْرِبِ: متعلقان بالفعل أيضا

فَبُهِتَ: الفاء عاطفة بهت فعل ماض مبني للمجهول

الَّذِي: اسم موصول نائب فاعل

كَفَرَ: الجملة صلة الموصول

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

لا يَهْدِي الْقَوْمَ: لا نافية وفعل مضارع ومفعوله

الظَّالِمِينَ: صفة والجملة خبر المبتدأ.

أَلَمْ تَرَ: الاستفهام للتعجب والإنكار حَاجَّ جادل

أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ: أي حمله بطره بنعمة الله على ذلك وهو نمروذ.

فَبُهِتَ: تحير ودهش،وفي الحديث: «إن اليهود قوم بهت»

الظَّالِمِينَ: المعرضين عن قبول الهداية بالنظر فيما يؤدي إلى الحق.