الآية رقم (258) - أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

(أَلَمْ تَرَ): النّبيّ محمّد صلَّى الله عليه وسلّم لم ير سيّدنا إبراهيم، ولم ير هذه المناقشة وهذا الحوار، ولتعلموا بأنّ الأديان من الله سبحانه وتعالى جاءت بالعقل والمنطق والحوار والحجّة الدّامغة والبالغة وليست بالقهر والإكراه، فبعد قوله سبحانه وتعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) أتت آية مع مَلِك من أشدّ الطّغاة على وجه الأرض وهو النّمرود، الله سبحانه وتعالى هنا لم يبين لنا من هو الملك، لكنّه تحدّث عن الخليل إبراهيم عليه السَّلام، ففي القصص القرآنيّ الله سبحانه وتعالى لا يشخّص، ولا يريد أن يخلّد الحدث ولا الأشخاص ولا القصّة ولا الزّمان، هو يريد أن يخلّد العبرة، فعناصر القصّة القرآنيّة تختلف عن عناصر القصّة البشريّة، عناصر القصّة البشريّة تتعلّق بالأشخاص والأحداث والأزمنة والأماكن، أمّا القصّة القرآنيّة فلها عمود واحد وهو العبرة والعظة والسّنّة الكونيّة المستخلصة من القصّة الّتي جرت وستعود أو سيعود جريانها في كلّ مرحلة من الأزمان، والدّليل على ذلك أنّ هذه المناقشات الّتي تمّت وهذا الحوار الرّائع الّذي نقله القرآن عبر مئات القرون للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما زال يجري معنا حتّى هذه اللّحظة، ووسيلة العلم بالنّسبة للأمر التّاريخيّ هو السّماع، ألم تسمع؟ أو ألم تر؟ والرّؤية أصدق من السّمع، وليس مع العين أين؟ طالما أنّك رأيت، فعندما تُستخدم الحواسّ ما بين العين والأذن ومابين أنّك تعلم الخبر عين اليقين أو سماع الخبر الصّادق، فإذا كان المخبر الّذي أخبرك بقصّة ما هو خالق الحواسّ إذاً خالق الحواسّ أصدق من الحواسّ؛ لذلك ينتقل الخبر من مرحلة السّماع إلى مرحلة أشدّ وضوحاً من الرّؤية؛ لذلك يقول لسيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ألم تر يا محمّد، هو لم ير إبراهيم ولم ير النّمرود، ولم يسمع، لكن إخبار الله أوثق من رؤية عينيه.

أَلَمْ: الهمزة للاستفهام لم حرف جازم

تَرَ: فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة

إِلَى الَّذِي: متعلقان بتر

حَاجَّ إِبْراهِيمَ: فعل ماض ومفعول به والفاعل هو

فِي رَبِّهِ: متعلقان بحاج.

أَنْ: حرف مصدري ونصب

آتاهُ: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف، في محل نصب والهاء مفعوله

اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعل

الْمُلْكَ: مفعول به ثان والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر والتقدير: لاتيانه الملك والجار والمجرور متعلقان بحاج

إِذْ: ظرف لما مضى من الزمن متعلق بآتاه

قالَ إِبْراهِيمُ: فعل ماض وفاعل

رَبِّيَ: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم

الَّذِي: اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مقول القول

يُحْيِي وَيُمِيتُ: فعلان مضارعان والجملة صلة الموصول

قالَ: فعل ماض والفاعل هو

أَنَا: ضمير منفصل مبتدأ

أُحْيِي: فعل مضارع وفاعله أنا والجملة خبر

جملة «أَنَا أُحْيِي» مقول القول

وَأُمِيتُ: عطف على أحيي

قالَ إِبْراهِيمُ: فعل ماض وفاعل

فَإِنَّ اللَّهَ: الفاء الفصيحة إن الله إن ولفظ الجلالة اسمها

يَأْتِي: الجملة خبر إن

جملة «فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي» لا محل لها لأنها جواب شرط مقدر

بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: متعلقان بالفعل يأتي

فَأْتِ: الفاء عاطفة أت فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت

بِها: متعلقان بالفعل قبلهما

مِنَ الْمَغْرِبِ: متعلقان بالفعل أيضا

فَبُهِتَ: الفاء عاطفة بهت فعل ماض مبني للمجهول

الَّذِي: اسم موصول نائب فاعل

كَفَرَ: الجملة صلة الموصول

وَاللَّهُ: الواو استئنافية الله لفظ الجلالة مبتدأ

لا يَهْدِي الْقَوْمَ: لا نافية وفعل مضارع ومفعوله

الظَّالِمِينَ: صفة والجملة خبر المبتدأ.

أَلَمْ تَرَ: الاستفهام للتعجب والإنكار حَاجَّ جادل

أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ: أي حمله بطره بنعمة الله على ذلك وهو نمروذ.

فَبُهِتَ: تحير ودهش،وفي الحديث: «إن اليهود قوم بهت»

الظَّالِمِينَ: المعرضين عن قبول الهداية بالنظر فيما يؤدي إلى الحق.