ويلتفت إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فيقول: (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى)، بعض المفسّرين قالوا: إنّ هذا الكلام كلّه إلى أبي جهلٍ، فكيف يستقيم هذا في شأن أبي جهلٍ؟ قالوا: لأنّ أبا جهلٍ مرّ بحالين، حال الزّعم، فكان يزعم أنّه على حقٍّ وهدىً، وحال الحقيقة أنّه كذّب بدعوة النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتولّى وأعرض عن الهدى.
لكنّ السّؤال: هل هذه الآية خاصّةٌ بحادثة أبي جهل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أو هي عامّةٌ في كلّ من نهى عن الصّلاة؟ القاعدة تقول: العبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب، وعليه يقع تحت هذه الآية كلّ ناهٍ عن الصّلاة، وكلّ من يعوق النّاس عن أدائها.