الآية رقم (16) - أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ

﴿ أَأَمِنْتُمْ ﴾: الأمن هو الاطمئنان إلى قضيّةٍ لا تثير مخاوف ولا متاعب، ويقال: فلانٌ آمِن؛ أي: لا يوجد ما يكدّر حياته.

﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ﴾: وفي سورة الإسراء يقول سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا (68) أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ﴾ [الإسراء]، فلا تظنّوا أنّ البرّ أمانٌ لا خطر فيه، لا، بل خطري موجودٌ غير بعيد منكم، سواء أكنتم في البرّ أم البحر.

﴿ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ﴾: الخسف: هو تغييب الأرض ما على ظهرها، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى عن قارون: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾ [القصص: من الآية 81]، فالخسف أن تنشقّ الأرض فتبتلع ما عليها، والخسف حدث مع قارون فكان خسفاً به وبداره الّتي فيها كنوزه وخزائنه.

﴿ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾: فهل يأمن أحدٌ أن يخسف الله سبحانه وتعالى به الأرض فإذا هي تمور؟ يعني فإذا هي تدور بكم إلى الأرض السّفلى، ومورها تحرّكها فتفور بهم، فالله سبحانه وتعالى يحرّك الأرض عند الخسف بهم حتّى تضطرب وتتحرّك فتعلو عليهم وهم يخسفون فيها، والأرض تمور فوقهم فتقلبهم إلى أسفل.

«أَأَمِنْتُمْ» الهمزة للاستفهام وماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها

«مَنْ» مفعول به

«فِي السَّماءِ» متعلقان بمحذوف صلة الموصول

«أَنْ يَخْسِفَ» مضارع منصوب بأن

«بِكُمُ» متعلقان بالفعل

«الْأَرْضَ» مفعول به والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب بدل من اسم الموصول.

«فَإِذا» الفاء حرف عطف

«إذا» الفجائية

«هِيَ» مبتدأ

«تَمُورُ» مضارع فاعله مستتر والجملة خبر والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها

  منْ في السّماء أمْرُه وقَـضاؤُه وسلطانه
  يَخسف بكم يُـغَوّر بكم
  هِي تمور تـَـرْتجّ وتضطرب فتعلو عليكم