الآية رقم (6) - يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ

﴿يَصْدُرُ﴾: الصّدور: بمعنى الانصراف، وهو ضدّ الورود.

﴿أَشْتَاتًا﴾: جمع شتّ، ويُقال: شتّ القوم؛ أي تفرّقوا.

صدور النّاس مرتبطٌ بقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ﴾؛ أي يوم القيامة، ففي يوم الحساب يأتون متفرّقين، وينقسمون إلى فريقين، فريقٍ في الجنّة وفريقٍ في السّعير، يصدرون من الأجداث إلى الحساب ليروا جزاء أعمالهم في الآخرة من الثّواب أو العقاب، فكلمة ﴿أَشْتَاتًا﴾؛ أي لا يجتمعون، فتفرّقُهم تفرّقُ تشتُّتٍ، كلٌّ له مصيرٌ. وقد وردت كلمة أشتاتاً في آيةٍ أخرى، ولكن في مقامٍ آخر: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا﴾ [النّور: من الآية 61]، ذلك لأنّهم كانوا يأكلون على حدة، أو جميعاً، يُقال أيضاً: شتّان ما بين فلانٍ وفلانٍ؛ أي ما أشدّ البعد بينهما.

﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾: اللّام لام التّعليل؛ أي جزاء أعمالهم، يُعاينون الأعمال الحسنة والأفعال السّيّئة، ويطّلعون على ما اقترفته جوارحهم، وعين الأعمال لا تُرى، لكن الّذي يُرى ما يدلّ عليها، وهو المكتوب من أعمالهم في الكتب: ﴿وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا _ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾ [الإسراء]، وإن كنّا في الدّنيا نسجّل الأحداث بالصّوت والصّورة، فما بالنا بتسجيل الحقّ لنا؟ كلّ دقيقةٍ وكلّ لحظةٍ، يرى كلّ ما فعله بطريقةٍ لا يمكن أن يُنكرها، فلن يُحاسَب بل سيُترك لنفسه كي تحاسبه، وتشهد عليهم ألسنتهم وجلودهم بما كسبوا، فتكون أكبر شهادةٍ.

يَوْمَئِذٍ: ظرف مضاف إلى مثله وهو بدل من سابقه

يَصْدُرُ النَّاسُ: مضارع وفاعله

أَشْتاتاً: حال

لِيُرَوْا: مضارع مبني للمجهول منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل والواو نائب فاعل

أَعْمالَهُمْ: مفعول به، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بالفعل يصدر.

﴿يَصْدُرُ﴾: الصّدور: بمعنى الانصراف، وهو ضدّ الورود.

﴿أَشْتَاتًا﴾: جمع شتّ، ويُقال: شتّ القوم؛ أي تفرّقوا.