﴿إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾: أي أسرفوا في تجاوزهم لأوامر الله سبحانه وتعالى.
﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي﴾: الله عزَّ وجلَّ يأمرنا أن نخشاه ولا نخشى خلقه، أنت بين الخلق والخالق، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يرويه عن ربّه عزَّ وجلَّ: «وعزّتي لا أجمع على عبدي خوفين» ([1])، لا يمكن أن تجتمع مخافتان في القلب، إمّا أن تخشى الله؛ لأنّك تعلم بأنّ أمرك بيده، وأنّه هو وحده الضّارّ والنّافع، وهو المحيي والمميت، وهو المعطي والمانع، وهو الّذي ستؤول الأمور إليه، وبيده مقاليد السّماوات والأرض. لذلك عندما أوجس موسى عليه السَّلام في نفسه خيفة قال له سبحانه وتعالى: ﴿قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ﴾ [طه]، فلا تخف منهم وخافني، وخاطب الله المؤمنين بقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران].
﴿وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ﴾: إتمام النّعمة من الله سبحانه وتعالى هي بالإسلام وتنزّل القرآن بدليل قوله سبحانه وتعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: من الآية 3].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ